السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم في منتديات دنيا الاسلام
الاسلام يجمعنا -- ومعا للفردوس الأعلى
نستعين بالدين على الدنيا وبالدنيا نصل للفردوس الاعلى بأمر الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم في منتديات دنيا الاسلام
الاسلام يجمعنا -- ومعا للفردوس الأعلى
نستعين بالدين على الدنيا وبالدنيا نصل للفردوس الاعلى بأمر الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات دنيا الاسلام ... شعارنا الاسلام يجمعنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الاسلام يجمعنا --معا للفردوس الأعلى
وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } . [القصص: 77]. آخر زيارة لك في الخميس 7 أكتوبر 2010 - 0:45
منتديات سمر ون ترحب بالأعضاء والزوار وتدعوكم لنصره الاسلام والمسلمين والاستعانه بالدين ع الدنياويشرفنا تسجيلكم بمنتدانا ع السيرفر الجديد http://www.samar1.com/vb/
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» المفتاح الثامن
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 2:04 pm من طرف فتاة التوحيد

» المفتاح السابع
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 1:35 pm من طرف فتاة التوحيد

» تأمل الثلوج في روسيا (( سبحان الله ))
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 4:10 pm من طرف سليلة الغرباء

» الانسان والعلاقات الاخلاقية - الاحسان
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:17 pm من طرف ابو نور صباح

» دعاء للوالدين (لا تبخل على اجود الناس عليك)
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:14 pm من طرف سليلة الغرباء

» أفكار سهلة جداً للصدقة الجارية
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 7:48 pm من طرف الخالدي_2

» هل من مساعد؟
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:15 pm من طرف سليلة الغرباء

» ( طفل هندى لكن غريب _ أسألو الله العافية )
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 5:58 am من طرف عفاف كامل

» مفاجأة --- انتظرونا قريبا
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 4:17 am من طرف المزيونة

»  صور حديقة الرعب - صورخطيرة !!!!
سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 11, 2010 10:22 pm من طرف عمر شكري

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سمــر - 419
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
عفاف كامل - 192
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
فتاة التوحيد - 138
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
عمر شكري - 113
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
ابو احمد العراقي - 103
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
المزيونة - 81
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
ابراهيم كمال - 48
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
سليلة الغرباء - 40
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
الفهد - 37
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
الخالدي_2 - 30
سلسلة القصص القرآنى   Vote_rcapسلسلة القصص القرآنى   I_voting_barسلسلة القصص القرآنى   I_vote_lcap 
الخلاصات
Feedage Grade B rated
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 39 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو حاتم ابو محمد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1324 مساهمة في هذا المنتدى في 301 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية

 

 سلسلة القصص القرآنى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:18 pm

أرجو عدم الرد علي هذا الموضوع حتي يتم الإنتهاء منه

سلسلة القصص القرآنى   Oou_o203

اليكم القصص القرآنى
سلسلة القصص القرآنى   Aya
1: قصة أصحاب الكهف
سلسلة القصص القرآنى   1
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 9-26.
قالالله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِكَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَىالْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْلَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِيالْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّالْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّعَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْوَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوافَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْدُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَااتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْبِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِكَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَفَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِوَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَإِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَاغَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِوَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَالْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِبِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًاوَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْلِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْقَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُبِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَىالْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْبِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْفِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَأَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّالسَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْفَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَالَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا(21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَخَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَسَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْمَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءًظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَاتَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْيَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْيَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِيكَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِأَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَايُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)
سبب نزول قصة أصحاب الكهف:
انسبب نزول قصة أصحاب الكهف، وخبر ذي القرنين ما ذكره محمد بن إسحاق و غيرهفي السيرة أن قريشا بعثوا إلى اليهود يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسولالله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عنها؛ ليختبروا ما يجيب به فيهافقالوا:سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف فيالأرض وعن الروح. فأنزل الله تعالى(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِوَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ)) وقال ههنا(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْآيَاتِنَا عَجَبًا ))أي؛ ليسوا بعجب عظيم بالنسبة إلى ما أطلعناك عليه منالأخبار العظيمة، والآيات الباهرة والعجائب الغريبة. والكهف هو الغار فيالجبل.
القصة:
في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجدقرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالايضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوايدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كلمن يكفر بها، ولا يعبدها.
في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة منالشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، اللهالذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريقالرشاد.
لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل مايتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا علىقومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثمقرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون اللهفيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.
عزم الفتية على الخروج من القرية،والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينةالواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا.زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.
إنهذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحسأن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوامن قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكانيمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.
استلقىالفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزةإلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمستشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخرالنهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظرإليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرةتقلّبهم.
بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا منسباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانتآثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنايوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة.المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
فأخرجوا النقود التيكانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبابهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنودالملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودةللشرك، أو الرجم حتى الموت.
خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنهالم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود.استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهلالقرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، منثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.
لقد آمن المدينة التي خرج منهاالفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاءالفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا منقريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح.وذهبوا لرؤيتهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدمااستيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤيةمثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لهاأن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم منطالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.
لا نزال نجهل كثيرا من الأمورالمتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام، أم كانوا بعده. هلآمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هلكانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم،أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أنالله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلىالله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانواأربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرىمن عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزةجيلا بعد جيل


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:21 pm

2:قصة بقرة بنى اسرائيل
سلسلة القصص القرآنى   2
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 67-73.
قال الله تعالى وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْأَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُبِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَيُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَافَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَقَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُيَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّالنَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَإِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُلَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌتُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَاقَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَوَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَاكُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِياللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))
القصة:
مكثموسى في قومه يدعوهم إلى الله. ويبدو أن نفوسهم كانت ملتوية بشكل لا تخطئهعين الملاحظة، وتبدو لجاجتهم وعنادهم فيما يعرف بقصة البقرة. فإن الموضوعلم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات بينهم وبين موسى، كما أنه لم يكن يستوجب كلهذا التعنت. وأصل قصة البقرة أن قتيلا ثريا وجد يوما في بني إسرائيل،واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله، وحين أعياهم الأمر لجئوا لموسى ليلجأ لربه.ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة. وكان المفروض هنا أنيذبح القوم أول بقرة تصادفهم. غير أنهم بدءوا مفاوضتهم باللجاجة. اتهمواموسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا، واستعاذ موسى بالله أن يكون منالجاهلين ويسخر منهم. أفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة.
إن الأمرهنا أمر معجزة، لا علاقة لها بالمألوف في الحياة، أو المعتاد بين الناس.ليست هناك علاقة بين ذبح البقرة ومعرفة القاتل في الجريمة الغامضة التيوقعت، لكن متى كانت الأسباب المنطقية هي التي تحكم حياة بني إسرائيل؟ إنالمعجزات الخارقة هي القانون السائد في حياتهم، وليس استمرارها في حادث البقرة أمرا يوحي بالعجب أو يثير الدهشة.
لكن بني إسرائيل هم بنوإسرائيل. مجرد التعامل معهم عنت. تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة،وشؤون العقيدة المهمة. لا بد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمور بني إسرائيل.وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم، ثم ينبئهم أنه جادفيما يحدثهم به، ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة، وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور، تعود اللجاجة والالتواء، فيتساءلون: أهي بقرة عاديةكما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟ أم أنها خلق تفرد بمزية، فليدع موسىربه ليبين ما هي. ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم، وتحدد البقرة أكثرمن ذي قبل، بأنها بقرة وسط. ليست بقرة مسنة، وليست بقرة فتية. بقرة متوسطة.
إلىهنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر، غير أن المفاوضات لم تزل مستمرة، ومراوغةبني إسرائيل لم تزل هي التي تحكم مائدة المفاوضات. ما هو لون البقرة؟لماذا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة؟ لا يراعون مقتضيات الأدبوالوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم، وكيف أنهم ينبغي أنيخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كلهذه اللجاجة والمراوغة. ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة.فيقول أنها بقرة صفراء، فاقع لونها تسر الناظرين.
وهكذا حددت البقرةبأنها صفراء، ورغم وضوح الأمر، فقد عادوا إلى اللجاجة والمراوغة. فشددالله عليهم كما شددوا على نبيه وآذوه. عادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين ما هي، فإن البقر تشابه عليهم، وحدثهم موسى عن بقرة ليست معدة لحرثولا لسقي، سلمت من العيوب، صفراء لا شية فيها، بمعنى خالصة الصفرة. انتهتبهم اللجاجة إلى التشديد. وبدءوا بحثهم عن بقرة بهذه الصفات الخاصة. أخيراوجدوها عند يتيم فاشتروها وذبحوها.
وأمسك موسى جزء من البقرة (وقيللسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته. سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه(وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد إلى الموت. وشاهد بنوإسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم، استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل.انكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم.
نودأن نستلفت انتباه القارئ إلى سوء أدب القوم مع نبيهم وربهم، ولعل السياقالقرآني يورد ذلك عن طريق تكرارهم لكلمة "ربك" التي يخاطبون بها موسى.وكان الأولى بهم أن يقولوا لموسى، تأدبا، لو كان لا بد أن يقولوا: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) ادع لنا ربنا. أما أن يقولوا له: فكأنهم يقصرون ربوبيةالله تعالى على موسى. ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله. انظر إلىالآيات كيف توحي بهذا كله. ثم تأمل سخرية السياق منهم لمجرد إيرادهلقولهم: (الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهموبين الله عز وجل، بعد أن أرهقوا نبيهم بسؤاله عن صفة البقرة ولونها وسنهاوعلاماتها المميزة، بعد تعنتهم وتشديد الله عليهم، يقولون لنبيهم حينجاءهم بما يندر وجوده ويندر العثور عليه في البقر عادة.
ساعتها قالواله: "الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ". كأنه كان يلعب قبلها معهم، ولم يكن ما جاءهو الحق من أول كلمة لآخر كلمة. ثم انظر إلى ظلال السياق وما تشي به منظلمهم: (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) ألا توحي لك ظلالالآيات بتعنتهم وتسويفهم ومماراتهم ولجاجتهم في الحق؟ هذه اللوحة الرائعةتشي بموقف بني إسرائيل على موائد المفاوضات. هي صورتهم على مائدةالمفاوضات مع نبيهم الكريم موسى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:26 pm


3:قصة أصحاب السبت
سلسلة القصص القرآنى   3
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.
قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":
"وَاسْأَلْهُمْعَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِيالسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًاوَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَاكَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَقَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًاقَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّانَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِالسُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوايَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْكُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
وقال تعالى في سورة "البقرة":وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِفَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًالِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .
وقال تعالى في سورة "النساء":
" أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

القصة:
أبطالهذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. اختلفالمفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكرالاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.
وكان اليهود لا يعملون يومالسبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغالبأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحةوالعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
وجرتسنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهمواتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربىنفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
لقد ابتلاهمالله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهلالقرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقةمن القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لميصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتانحاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد،وهو محرّم عليهم.
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطادبالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمربالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة،سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.
وكانت الفرقة الثالثة،تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاءالعصاة؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسببأفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهمحرماته.
وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكريجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي اللهسبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودونإلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.
بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجدكلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّبالله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقةالثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآنيعنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذبالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكارالسلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).
لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
وتحكيبعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدينأحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة.فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلتالقردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقولبرأسها نعم.
الروايات في هذا الشأن كثيرة، ولم تصح الكثير من الأحاديثعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها. لذا نتوقف هنا دون الخوض فيمصير القردة، وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:32 pm


4 :قصة طالوت وجالوت
سلسلة القصص القرآنى   4
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 246-251.
قال تعالى :
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىإِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِيسَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُأَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِاللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّاكُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْوَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىيَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُوَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُعَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُيُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَلَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُفِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَىوَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةًلَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُبِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَمِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّامَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًامِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوالَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍغَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَاأَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَىالْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَدَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُمِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍلَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251) ))
القصة:
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى..
قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم.
قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟
قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه.
قالوا: ما هي آية ملكه؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة.
ووقعتهذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة يوما.. ثم تجهز جيش طالوت، وسار الجيشطويلا حتى أحس الجنود بالعطش.. قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا فيالطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقطفليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش،وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه،وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة.لم يبق إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.
كان عددأفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاءالصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيشالجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدةوالعتاد، إنما النصر من عند الله.. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْفِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).. فثبّتوهم.
وبرز جالوت في دروعهالحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا..وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا بالله،وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرةليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل.
وكان الملك، قد قال:من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتمكثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالمولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاهوخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدججبالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه، ووضع داود حجراقويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأتالمعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت.
بعد فترة أصبح داود -عليهالسلم- ملكا لبني إسرائيل، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود أكلت الغيرةقلبه، وحاول قتله، وتستمر الروايات في نسج مثل هذه الأمور. لكننا لا نودالخوض فيها فليس لدينا دليل قوي عليها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:35 pm


5 :قصة قابيل وهابيل
سلسلة القصص القرآنى   5
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة المائدة الآيات 27-31.
القصة:
يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانتحواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحلزواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجةهابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا،فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُعَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًافَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَلَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍيَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّيأُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِالنَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)انتهى الحواربينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائماوسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنهكان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذاالأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرفبعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانبجثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلىجواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليهالتراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيلكالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضلوالأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتزجسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قالآدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّمُّضِلٌّ مُّبينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسبالشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعملويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهمإليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقصلهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
سلسلة القصص القرآنى   060
6 :قصة أصحاب الأخدود
سلسلة القصص القرآنى   6
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم.
قالالله تعالى(( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِوَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِالْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَبِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوابِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَفَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْعَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ))
القصة:
إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.
لقدكان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعيالألوهية. وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب منالملك أن يبعث له غلاما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذاالغلام وأُرسل للساحر.
فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقهكان يمرّ على راهب. فجلس معه مرة وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كلمرة يتوجه فيها إلى الساحر. وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلكللراهب. فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلكفقل حبسني الساحر.
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّطريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أمالراهب. ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمرالساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضىالناس في طريقهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يابنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.
وكانالغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض.فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بهاللغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لاأشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمنجليس الملك، فشفاه الله تعالى.
فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كماكان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجابالجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمندون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوايعذّبونه حتى دلّ على الغلام.
أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال لهمخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمهوالأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي اللهتعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.
فأُحضر الراهبوقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع على مفرق رأسه،ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى.فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك.فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أنيترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.
فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا بهالجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود.ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهمالله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسطالبحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعىالغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة وغرق من كانعليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كانمعك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك:إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتىالمؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما منكنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني، فإنفعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس،وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال:باسم الله ربّ الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.
فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمرالملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس،فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى جاءدور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله الصبي أنيقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:38 pm


7 :قصة أصحاب الفيل
سلسلة القصص القرآنى   7
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.
قال تعالى :
((أَلَمْتَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْكَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍمَأْكُولٍ (5) ))
القصة:
كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة. وقاموالي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب.فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام. فكتب إلىالنجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك,ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهمعزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم. فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل، فكيف يتركونالبيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني! وقيل أن رجلا منالعرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها. وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهةالذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة.
فعزم أبرهة على هدم الكعبة. وجهّزجيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود. فعزمتالعرب على تقال أبرهة. وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف من اليمنيقال له ذو نفر. دعى قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة. لكنه هُزِم وسيقأسيرا إلى أبرهة.
ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي، وحارب أبرهة. فهزمهمأبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا، وصار دليلا لجيش أبرهة. حتى وصلوا للطائف، فخرجرجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة –حتى لا يهدم بيتاللات الذي بنوه في الطائف- وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم علىالكعبة! وكان اسم الرجل أبو رغال. توفي في الطريق ودفن فيها، وصار قبرهمرجما عند العرب. فقال الشاعر:
وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال
وفيمكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت لهأموال قريش وغيرها من القبائل. وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبدالمطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها. فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم علىقتال أبرهة. ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .
وبعث أبرهةرسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد, ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهموإنما جاء لهدم هذا البيت, فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم! فإذاكان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك. فلما أخب الرسول عبدالمطلب برسالة الملك، أجابه: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة.هذا بيت الله الحرام. وبيت خليله إبراهيم عليه السلام.. فإن يمنعه منه فهوبيته وحرمه, وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه.
ثم انطلق عبدالمطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة. وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهموأعظمهم. فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه, وأكرمه عن أن يجلسه تحته, وكره أنتراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه. فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطهوأجلسه معه إلى جانبه. ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك? فقال: حاجتي أنيرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك, قال أبرهة لترجمانه:قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني! أتكلمني فيمئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لاتكلمني فيه? قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل. وإن للبيت رب سيمنعه.فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!.. فردّ أبرهة علىعبد المطلب إبله.
ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهمبالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه وهو ورجال من قريشإلى للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه. ثم ذهب هوومن معه للجبل.
ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة. إلا أنالفيل برك ولم يتحرك. فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه. فوجّهوه ناحيةاليمن، فقام يهرول. ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق،فتحرّك. فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك.
ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيشوقائده, فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجرفي منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلاهلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألونعن نفيل بن حبيب; ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأىما أنزل الله بهم من نقمته:
أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب
وقال أيضا:
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا
فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا
وأصيبأبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى، حتىوصلوا إلى صنعاء, فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات.
إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفا الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه (في ظلال القرآن):
فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .
وأولما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين،ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت, ويحمونه ويحتمون به. فلما أراد أنيصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوةالمعتدية. وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام, حتى لا تتكونللمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته, بحميتهم الجاهلية.
كذلكتوحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده - أنيحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة. حتى والشرك يدنسه,والمشركون هم سدنته. ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين, مصونا منكيد الكائدين.
ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن, إزاء مانعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالميةوالصهيونية العالمية, ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذهالأطماع الفاجرة الماكرة. فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنتهمشركون, سيحفظه إن شاء الله, ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكرالماكرين!
والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض. بللم يكن لهم كيان قبل الإسلام. كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة.وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس. وفي الشمال كانتالشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حمايةالرومان. ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه. ولكنه ظل في حالةتفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية. وكان يمكن أن تقومالحروب بين القبائل أربعين سنة, ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولامجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة. وما حدث في عام الفيل كانمقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي.
وتحت راية الإسلامولأول مرة في تاريخ العرب أصبح لهم دور عالمي يؤدونه. وأصبحت لهم قوةدولية يحسب لها حساب. قوة جارفة تكتسح الممالك وتحطم العروش, وتتولى قيادةالبشرية, بعد أن تزيح القيادات الضالة. ولكن الذي هيأ للعرب هذا لأول مرةفي تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب! نسوا نعرة الجنس, وعصبية العنصر,وذكروا أنهم ومسلمون. مسلمون فقط. ورفعوا راية الإسلام, وراية الإسلاموحدها. وحملوا عقيدة ضخمة قوية يهدونها إلى البشرية رحمة برا بالبشرية;ولم يحملوا قومية ولا عنصرية ولا عصبية. حملوا فكرة سماوية يعلمون الناسبها لا مذهبا أرضيا يخضعون الناس لسلطانه. وخرجوا من أرضهم جهادا في سبيلالله وحده, ولم يخرجوا ليؤسسوا إمبراطورية عربية ينعمون ويرتعون في ظلها,ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها, ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكمالعرب وإلى حكمهم أنفسهم! إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعاإلى عبادة الله وحده. عندئذ فقط كان للعرب وجود, وكانت لهم قوة, وكانت لهمقيادة. ولكنها كانت كلها لله وفي سبيل الله. وقد ظلت لهم قوتهم. وظلت لهمقيادتهم ما استقاموا على الطريقة. حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهموعصبيتهم, وتركوا راية الله ليرفعوا راية العصبية نبذتهم الأرض وداستهمالأمم, لأن الله قد تركهم حيثما تركوه، ونسيهم مثلما نسوه!
وما العرببغير الإسلام? ما الفكرة التي قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا همتخلوا عن هذه الفكرة? وما قيمة أمة لا تقدم للبشرية فكرة? إن كل أمة قادتالبشرية في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة. والأمم التي لم تكنتمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق, والبرابرة الذين اجتاحوا الدولةالرومانية في الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلا, إنما ذابوا في الأمم التيفتحوها. والفكرة الوحيدة التي تقدم بها العرب للبشرية كانت هي العقيدةالإسلامية, وهي التي رفعتهم إلى مكان القيادة, فإذا تخلوا عنها لم تعد لهمفي الأرض وظيفة, ولم يعد لهم في التاريخ دور. وهذا ما يجب أن يذكره العربجيدا إذا هم أرادوا الحياة, وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة. والله الهاديمن الضلال.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:40 pm

8: قصة الخضر
سلسلة القصص القرآنى   8
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 60-82.
القصة:
قال تعالى:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)
كانلموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد منورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة،ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْأَمْضِيَ حُقُبًا).
نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقتفيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبينماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟
اختلفالمفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردنأو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولايقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبالحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديدالزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.
إن القصة تتعلق بعلم ليس هوعلمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنمانحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علمأسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاءغير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
وهكذا تمضيالقصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياقالقرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله:(عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَاوَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه..هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.
لقد خص الله تعالى نبيهالكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولىالعزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراةدون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلىطالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذييتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليهالسلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون ، ويسير موسى مع العبد الذييتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسىالعظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثميوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضرهو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة..إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبةالجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفاتالخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرةعميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.
وقد اختلفالعلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبرهنبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حياإلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقولفيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته..وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.
قامموسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أنحديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعينمن بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
تاقتنفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذاالعبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا فيمكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوتويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعهفتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم..وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياةللسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.
ويظهر عزم موسى -عليهالسلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسيرأحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهوتعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.
وصل الاثنان إلى صخرةجوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياحإحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلىالبحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوتإلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذيجاء موسى يتعلم منه.
نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلىالبحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاهبقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليهالتعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَاهَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:46 pm


ساعتئذتذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذرإليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذالحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بننون ، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.
سعدموسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ماكنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم..ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيءغامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.
أخيرا وصل موسى إلى المكان الذيتسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت منالسلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.
يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.
فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قالموسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِمِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأنالوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريدأن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. وردالخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أنعلم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إنعلمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها علىعلمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم لهسببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.
احتمل موسىكلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال لهموسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قالالخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسىويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرطوانطلقا..
انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة،فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضرفحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينةوغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابهايبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه فيالبحر فحملته الأمواج بعيدا.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحابالسفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كانالتصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كماحركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذياشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَشَيْئًا إِمْرًا).
وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولةالتعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنتَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذهوألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْأَمْرِي عُسْرًا).
سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتىإذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسىبأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبهاهذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لنيستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَمَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرةأخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَافَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
ومضى موسىمع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولايعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القريةفأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جداريريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجلالعابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهشموسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العملالمجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمربهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إنكل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عنأمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية،وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية..وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثيابالمصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى،رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الربانيمن علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، منماء البحر..
كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أنعلمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع علىالأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.
إن أصحاب السفينةسيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة..نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كلالسفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقىمصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والدالطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غيرأن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلامايرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذاتختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهرالأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثميستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التيتخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، منغير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمينضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطعالصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه فيطفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهماقادران على حمايته.
ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التياقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذهالمسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلمألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها مناللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.
هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.
والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟
يرىكثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعهالله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعضالعلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياقالقصة يدل على نبوته من وجوه:
1. أحدها قوله تعالى:
فَوَجَدَاعَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَاوَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)2. والثاني قول موسى له:
قَالَلَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَرُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَتَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنشَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِاتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُذِكْرًا (70) (الكهف)
فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذهالمخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذامعناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحبالعصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.
3. والثالث أن الخضرأقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل علىنبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتلالنفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليهالخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.
ومنكلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: ياموسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارثالحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.
ونحننميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآنعلى نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمهاللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصليللقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإنأوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة منالزمن........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:49 pm




سلسلة القصص القرآنى   9_cur
سلسلة القصص القرآنى   9_cul

9: قصة ذو القرنين
سلسلة القصص القرآنى   9
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 83-98.
قال الله تعالى
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّشَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَالشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَاقَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّاأَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَنُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًاوَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىوَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّىإِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْنَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَالَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَالسَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَقَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَمُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْتَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّيخَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًاآتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِقَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْعَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوالَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُرَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ))
القصة:
لانعلم قطعا من هو ذو القرنين. كل ما يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمنبالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر لهفتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله.فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه.وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألايابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذينيسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم.
فما كان من الملكالصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمينفي الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسنإليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لأولمنطقة تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجبالشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
وصلذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوايتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أنيساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج منالمال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.
استخدمذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديدووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار علىالحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطعالطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمنالقوم الضعفاء من شرّهم.
بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار،نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل للهسبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.
يقول سيّد قطبرحمه الله: "وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيبللحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقاوغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوحوسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعاملالبلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنماينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دونمقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفعالعدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة اللهوفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلىالله." (في ظلال القرآن).
يأجوج ومأجوج :
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان ، وقيل : عربيان
وعلىهذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا : إذا التهبت . أو من الأجاج : وهوالماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته ، وقيل عن الأج : وهو سرعةالعدو. وقيل : مأجوج من ماج إذا اضطرب،ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ) ، وهما على وزن يفعول في ( يأجوج ) ،ومفعول في ( مأجوج ) أو على وزن فاعول فيهما
هذا إذا كان الاسمان عربيان ، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تشتق
وأصليأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام . وهما من ذريةيافث أبي الترك ، ويافث من ولد نوح عليه السلام . والذي يدل على أنهم منذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقوللبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول اخرج بعث النار . قال : وما بعثالنار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين . فعنده يشيب الصغير وتضعكل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد). قالوا : وأينا ذلك الواحد ؟ قال : ( ابشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوجومأجوج ألف) رواه البخاري
وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم ( أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناسلأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:52 pm

صفتهم
هميشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهبالشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال التركوألوانهم . وروى الإمام أحمد : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصبأصبعه من لدغة عقرب ، فقال ( إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لا تزالونتقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهبالشعاف ( الشعور ) ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة) .
وقد ذكر ابن حجر بعض الاثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف
صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا
وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع
وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى
وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار
والذيتدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم،ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين. ففي حديث النواس بن سمعان أن اللهتعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يدان لأحدبقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم ( حرز عبادي إلىالطور)
أدلة خروجهم
قال تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهممن كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الأنبياء:96-97
وقالتعالى في قصة ذي القرنين ( ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد مندونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوجمفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال مامكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبرالحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونيأفرغ عليه قطرا . فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذارحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهميموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف : 92- 99
وهذه الآيات تدل على خروجهم ، وأن هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة
وعنأم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلمدخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب،فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم ، إذا كثر الخبث )
وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنهوفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحدبقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كلحدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهمفيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكونرأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسىوأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) فيرقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسىوأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبيالله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهمفتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كانبهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيتالمقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ،فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )
وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم
سد يأجوج ومأجوج
بنىذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا بهمنهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فيالأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربيخير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف
هذا ما جاء به الكلامعلى بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلعالشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد
والذي تدل عليه الآيات أنالسد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان :هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى بهرؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما
وهذاالسد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج،وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعدربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ فيالصور فجمعناهم جمعا ) الكهف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:57 pm


والذييدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه،قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ماكان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قالالذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال :فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقونالمياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم
سلسلة القصص القرآنى   060
10: قصة قارون وكنوزه
سلسلة القصص القرآنى   10
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر قارون في سورة العنكبوت، وغافر، وورد ذكر القصة بتفصيل أكثر في سورة القصص الآيات 76-82.
قال تعالى(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُمِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِيالْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَالْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَاأَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّاللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىعِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنقَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُجَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَعَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَالدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُوحَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَايُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِالْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِوَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْامَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَلِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُعَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَعُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين َ))
القصة:
يرويلنا القرآن قصة قارون، وهو من قوم موسى. لكن القرآن لا يحدد زمن القصة ولامكانها. فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج؟ أووقعت بعد الخروج في حياة موسى؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى؟وبعيدا عن الروايات المختلفة، نورد القصة كما ذكرها القرآن الكريم.
يحدثناالله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضمالكنوز، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء. ولو عرفنا عنمفاتيح الكنوز هذه الحال، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟! لكن قارون بغى علىقومه بعد أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعهمجهلا يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم.وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموالالأغنياء. وربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب.
ويبدو أن العقلاء من قومهنصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فهم يحذروه من الفرح الذييؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال، وينصحونه بالتمتع بالمالفي الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال.ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذاالمال، حتى يرد الإحسان بالإحسان. ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي،والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجبأن يكون فيه. فالله لا يحب المفسدين.
فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتىمعاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساهغروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمعقارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.
وخرج قارون ذات يوم على قومه،بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون،وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان:ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ثواب اللهخير من هذه الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون.
وعندما تبلغ فتنةالزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضعحدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء،فيجيء العقاب حاسما (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) هكذا فيلمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد،ولا ينتصر بجاه أو مال.
وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض في دهشةوعجب واعتبار. فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينتهوحظه في الدنيا: حقا إن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسععليهم، أو يقبض ذلك، فالحمد لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذابالأليم. إنا تبنا إليك سبحانك، فلك الحمد في الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:00 pm

11: قصة أصحاب الرس
سلسلة القصص القرآنى   11
موقع القصة في القرآن الكريم:
قال تعالى في سورة الفرقان :

(( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )).
وقال تعالى في سورة ق:
(( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))
القصة:
كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , يقال لها ( شاهدرخت ) كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا آب ).
وإنماسموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض , وذلك بعد سليمان عليه السلاموكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق ,وبهم سمي النهر , ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولاقرى أكثر ولا أعمر منها . وذكر عليه السلام أسماءها , وكان أعظم مداينهماسفندار وهي التي ينزلها ملكهم , وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بنساذن بن نمرود بن كنعان فرعون إ براهيم عليه السلام , وبها العين الصنوبرةوقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً منالعين التي عند الصنوبرة , فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العينوالأنهار , فلا يشربون منها ولا أنعامهم , ومن فعل ذلك قتلوه , ويقولون هوحياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهرالرس الذي عليه قراهم , وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداًيجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواعالصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة , ويشعلون فيهاالنيران بالحطب , فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهموبين النظر إلى السماء خرو سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم.
فكانالشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكمعبادي فطيبوا نفساً وقروا عيناً. فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمرويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج – فيكونون على ذلك يومهموليلتهم ثم ينصرفون. وسميت العجم شهورها إشتقاقاً من تلك القرى.
حتىإذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربواعند الصنوبرةوالعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كلباب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لهاالذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم.
فيجيء إبليس عند ذلكفيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهمويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجودوبهم من الفرح والنشاط ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونونعلى ذلك اثنا عشر يوماً لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلماطال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , بعث الله نبياً من بني إسرائيل منولد يهودا بن يعقوب , فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عزوجل ومعرفة ربوبيته , فلا يتبعونه.
فلما رأى شدة تماديهم في الغيوحضر عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوايعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك.فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها , فهالهم ذلك , فصاروا فرقتين , فرقةقالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكمليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه. وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكم حينرأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب حسنها وبهاؤها لكيتغضبوا لها. فتنصروا منه وأجمع رأيهم على قتله , فاتخذوا أنابيب طوالاونزحوا ما فيها من الماء , ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقةوأرسلوا فيها نبيهم , وألقموا فاها صخرة عظيمة , ثم أخرجوا الأنابيب منالماء وقالوا: نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقعفيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورهاونضرتها كما كان.
فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلاموهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي , فارحم ضعف ركني , وقلة حيلتي, وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي , حتى مات. فقال الله جل جلالهلجبرئيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكريوعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأناالمنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي , وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالاً وعبرةللعالمين.
فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة ,فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض , ثم صارت الأرض من تحتهمحجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء , فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب ,فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزولنقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وفي كتاب ( العرائس) : أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال لهفتح مصعدا في السماء سيلا , وكانت العنقا تتشابه وهي أعظم ما يكون منالطير وفيها من كل لون. وسموها العنقا لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبلتنقض على الطير تأكل , فجاءت ذات يوم , فأعوزها الطير , فانقضت على صبيفذهبت به , ثم إنها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرينسوى الجناحين الكبيرين. فشكوا إلى نبيهم , فقال: اللهم خذها واقطع نسلهافأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر , فضربتها العرب مثلا في أشعارهاوحكمها وأمثالها.
ثم أن أصحاب الرس قتلوا نبيهم , فأهلكهم الله تعالى, وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد. ثم أتى الله بقرن بعد ذلكفنزلوها , وكانوا صالحين سنين , ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعوا ابنتهوأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة. ثمارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى , ترك الرجال للنساء حتى شبقن واستغنوابالرجال , فجاءت شيطانتهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانتا في بيضة واحدةفشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضاً وعلمتهن كيف يضعن , فأصل ركوب النساءبعضهن بعضاً من الدلهات.
فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليلوخسفاً في آخر الليل وخسفاً مع الشمس , فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم, وأحسبها اليوم لا تسكن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:03 pm


12: قصة الثلاثة الذين أوو الى الغار
سلسلة القصص القرآنى   12
موقع القصة في حديث رسول الله:
قال الإمام البخاري : حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرتصخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرةإلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم . فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوانشيخان كبيران ،
وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً ( أي : لا أقدم فيالشرب قبلهما أحداً ) ، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهماأهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجروالصبية يتضاغون عند قدمي ( أي يصيحون من الجوع ) ، فاستيقظا فشرباغبوقهما .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيهمن هذه الصخرة ، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه . فقال الآخر :اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ ،
وفي رواية : كنتأحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمتبها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بينيوبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها
قالت: اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّوتركت الذهب الذي أعطيتها . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرجعنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج . وقالالثالث : اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، تركالذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال :
ياعبدَ الله أدِّ إليّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقروالغنم والرقيق فقال : يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي ! فقلت : لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاءوجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون » .
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)
دروس و عظات:
عبادالله : تأملوا هذه القصة العظيمة .. هؤلاء الثلاثة عرفوا الله في الرخاءفعرفهم الله في الشدة .. وهكذا كل من تعرف إلى الله في حال الرخاء واليسر، فإن الله تعالى يعرفه في حال الشدة والضيق والكرب فيلطف به ويعينه وييسرله أموره . قال الله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُمَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } الطلاق،
و قوله تعالى:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}الطلاق .
فالأول من هؤلاء الثلاثة:
ضربمثلاً عظيماً في البر بوالديه ، بقي طوال الليل والإناء على يده لم تطبنفسه أن يشرب منه ، ولا أن يسقي أولاده وأهله ، ولا أن ينغص على والديهنومهما حتى طلع الفجر فدل هذا على فضل بر الوالدين ، وعلى أنه سبب لتيسيرالأمور وتفريج الكروب .. ، وبر الوالدين هو أعظم ما يكون من صلة الرحم وقدقال النبيصلى الله عليه و سلم : : « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ لهفي أثره ، فليصل رحمه » متفق عليه.
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982) .
وهذاجزاء معجل لصاحبه في الدنيا يبسط له في رزقه ويؤخر له في أجله وعمره ..هذا غير الجزاء الأخروي المدخر له في الآخرة .. وقد عظم الله تعالى شأنالوالدين حتى إنه سبحانه نهى الابن عن أن يتلفظ عليهما بأدنى كلمة تضجركما قال تعالى :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَأَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَاتَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَاجَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَارَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)} .الاسراء
وثاني هؤلاء الثلاثة:
رجل ضربمثلاً بالغاً في العفة الكاملة ، حين تمكن من حصول مراده من هذه المرأة ،التي هي أحب الناس إليه ، ولكن عندما ذكرته بالله تركها ، وهي أحب الناسإليه ، ولم يأخذ شيئاً مما أعطاها . جاء في الصحيحين في حديث السبعة الذينيظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن من ضمن هؤلاء السبعة : «رجلاً دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله » .
يقول الله ــ عزَّ وجلَّ ــ :
{وَالَّذِينَلَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَالَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْيَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَوَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)ً } . الفرقان
وثالث هؤلاء الثلاثة:
رجل ضرب مثلاً عظيماً في الأمانة والنصح ، حيث ثمَّر للأجيير
أجرهفبلغ ما بلغ ، وسلمه إلى صاحبه ، ولم يأخذ على عمله شيئاً ... ما أعظمالفرق بين هذا الرجل وبين أولئك الذين يظلمون الأجراء ويأكلون حقوقهم ،لاسيما إن كانوا من العمال الوافدين فتجد هؤلاء الكفلاء يكاد يصدق فيهمقول الله تعالى :
{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَااكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْوَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْمَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) } المطففين
فهـم يريدون منهـؤلاء العمال أن يقوموا بالعمل على أكمل وجه ، ولكنهم يبخسونهم حقوقهمويماطلون في إعطائهم أجرتهم ، وربما رجع بعض أولئك العمال إلى بلدانهم ولميستوفوا أجورهم ، ألا فليعلم أن من استأجر أجيراً ولم يوفه أجره ، فإنالله تعالى سيكون خصمه يوم القيامة ... لن يكون خصمك هذا العامل المسكينالضعيف ، ولكن سيكون خصمك رب العالمين كما جاء في صحيح البخاري أن رسولالله صلى الله عليه و سلم: قال : قال الله تعالى : « ثلاثة أنا خصمهم يومالقيامة ، ومن كنت خصمه فقد خصمته » ، وذكر منهم : « رجلاً استأجر أجيراًفاستوفى منه ثم لم يعطه أجره » .
والله سبحانه من فضله وإحسانه يجيب دعوة المضطر ، ويرحم عبده المؤمن ويجيب سؤاله ، كما قال سبحانه :
وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِإِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ وقال سبحانه : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال سبحانه :أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
عبادالله : ودل هذا الحديث على مشروعية التوسل بالأعمـال الصالحة ، بل إن ذلكالتوسل سبب لتفريج الكروب .. وانظر إلى حال هؤلاء الثلاثة لما ضاقت بهمالسبل توسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:06 pm

13: قصة هاروت وماروت
سلسلة القصص القرآنى   13
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة
قالالله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِسُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوايُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِبِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىيَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْبِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَايَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَالَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْلَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
القصة:
والقصة: أن اليهودنبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمنملك سليمان عليه السلام. وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمونإلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى الكهنة، وقد دونوها في كتبيقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه السلام، حتى قالواإن الجن تعلم الغيب، وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلام، وما تمَّلسليمان ملكه إلا بهذا العلم وبه سخر الجن والإنس والطير والريح، فأنزلالله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من اللهوللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلاموبين كلام السحرة.
وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه،ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله، فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل بهكفر، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان.
فيتعلم الناس من هاروتوماروت علم السحر الذي يكون سبباً في التفريق بين الزوجين، بأن يخلق اللهتعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين، ولكن لا يستطيعون أن يضروابالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثربنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه.
فيتعلم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص.
ولقد علم اليهود أن من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة، فبئس هذا العمل الذي فعلوه.
والخلاصة:أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاءبه سليمان وأتم له الله به ملكه، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به منالسحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
وإن ورد غير ذلك في شأن هذه القصة فلا يبعد أن يكون من الروايات الإسرائيلية.
سلسلة القصص القرآنى   060
14: قصة حزقيل
سلسلة القصص القرآنى   14
موقع القصة في القرآن الكريم:
قال الله تعالى: فى سورة البقرة الآية243:
((أَلَمْتَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَالْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّاللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَايَشْكُرُونَ ))
القصة:
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالببن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذىوهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ))
قالابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله: موتوا.فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة، فمربهم حزقيل عليه السلام
فوقف عليهم متفكرا فقيل له: أتحب أن يبعثهمالله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأنيتصل العصب بعضه ببعض. فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعونوكبروا تكبيرة رجل واحد.
وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله:
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌحَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ))
قالوا:كانت قرية يقال لها: "داوردان"، قبل "واسط" وقع بها الطاعون فهرب عامةأهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهمكثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاءكانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجنمعهم.
فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكانوهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه: أن موتوا.فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له: حزقيل. فلما رآهموقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه،
فأوحى الله إليه: تريدأن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة اللهعليهم فقيل له: ناد. فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي.فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى اللهإليه؛ أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما. فاكتست لحماودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له: ناد. فنادى: أيتها الأجساد إنالله يأمرك أن تقومى. فقاموا.
قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهمقالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهمأحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلاعاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.
وعن ابن عباس؛ أنهمكانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف. وعن أبي صالح: تسعه آلاف. وعن ابنعباس أيضا: كانوا أربعين ألفا. وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل"أذرعات". وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنهلن يغني حذر من قدر. وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:10 pm


وقدروى الإمام أحمد وصاحبا "الصحيح" من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عنعبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيهأمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقعبالشام، فذكر الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليهفجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذاعلما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بأرض وأنتم بهافلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمرثم انصرف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابنأبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بنعوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا السقم عذببه الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتمبها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالكعن الزهري بنحوه.
قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل فيبني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد اللهإليهم، وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه منالأصنام صنم يقال له: بعل. فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بنالعيزار بن هارون بن عمران. قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر؛لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة "الصافات"فتعجلنا قصته لذلك. والله أعلم. قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بنمنبه قال: ثم تنبأ فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام.
سلسلة القصص القرآنى   060
15: قصة سبأ
سلسلة القصص القرآنى   15
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورةسبأ الآيات 15-19.
قال الله تعالى، في سورة "سبأ":
"لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍوَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌطَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَالْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍخَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَاكَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْوَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةًوَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًاآمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواأَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّمُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ".
القصة:
قالعلماء النسب منهم محمد بن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بنقحطان قالوا : وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك ، وكان يقال له :الرائش لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه. قال السهيلي : ويقال : إنهأول من تتوج. وذكر بعضهم أنه كان مسلما وكان له شعر بشر فيه بوجود رسولالله صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قوله :
ســيملك بعدنــا ملكــا عظيمـا نبــي لا يرخــص فـي الحـرام
ويملــك بعــده منهــم ملــوك يدينـــون العبـــاد بغــير ذام
ويملــك بعـدهم منـا مـا ملـوك يصــير الملــك فينــا باقتسـام
ويملــك بعــد قحطــان نبــي تقـــي جبينــه خــير الأنــام
يســمى أحــمدا يــا ليـت أنـي أعمـــر بعــد مبعثــه بعــام
فـــأعضده وأحــبوه بنصــري بكـــل مدجـــج وبكـــل رام
متــى يظهــر فكونـوا ناصريـه ومــن يلقــاه يبلغــه ســلامي
حكاه ابن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشير النذير ".
وقالالإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرةالسبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول : إن رجلاسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال: بل هو رجل ، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة ، فأمااليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخموجذام وعاملة وغسان ، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هوالسائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد.
والمقصودأن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهمتبع وكان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم كما كانت الأكاسرة ملوك الفرسيفعلون ذلك ، وكانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت تبعا ،كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، ومن ملك الفرس كسرى ومن ملك مصرفرعون ، ومن ملك الحبشة النجاشي ومن ملك الهند بطليموس ، وقد كان من جملةملوك حمير بأرض اليمن بلقيس ، وقد قدمنا قصتها مع سليمان عليه السلام وقدكانوا في غبطة عظيمة وأرزاق دارة وثمار وزروع كثيرة وكانوا مع ذلك علىالاستقامة والسداد وطريق الرشاد فلما بدلوا نعمة الله كفرا أحلوا قومهمدار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه أرسل الله إليهم ثلاثة عشر نبيا ، وزعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ، فالله أعلم.
والمقصودأنهم لما عدلوا عن الهدى إلى الضلال ، وسجدوا للشمس من دون الله ، وكانذلك في زمان بلقيس وقبلها أيضا ، واستمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيلالعرم كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَالْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍخَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَاكَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ .
ذكر غير واحد من علماءالسلف والخلف من المفسرين وغيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري منبين جبلين فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا حتىارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين وغرسوا فيهما البساتين والأشجارالمثمرة الأنيقة ، وزرعوا الزروع الكثيرة ، ويقال كان أول من بناه سبأ بنيعرب وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماءومات ولم يكمل بناؤه فكملته حمير بعده ، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ وكانوافي غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانتتمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرتهوذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحةهوائهم وطيب فنائهم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:00 pm

كما قال تعالى
((لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍوَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌطَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ))
وكما قال تعالى(( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))
فلماعبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا بعد تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينهامن البساتين وأمن الطرقات سألوا أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم فيمشاق وتعب وطلبوا أن يبدلوا بالخير شرا كما سأل بنو إسرائيل بدل المنوالسلوى البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فسلبوا تلك النعمة العظيمةوالحسنة العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد كما قال تعالىفَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ قال غير واحد :أرسل الله على أصل السد الفار ، وهو الجرذ ويقال : الخلد . فلما فطنوالذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئا إذ قد حم القدر ولم ينفع الحذركلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط وانهار فسلك الماء القرار ،فقطعت تلك الجداول والأنهار ، وانقطعت تلك الثمار ، وبادت تلك الزروعوالأشجار ، وتبدلوا بعدها برديء الأشجار والأثمار
كما قال العزيزالجبار وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍخَمْطٍ وَأَثْلٍ قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد : هو الأراك وثمره البرير، وأثل وهو الطرفاء وقيل : يشبهه وهو حطب لأثمر له وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍقَلِيلٍ وذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلا مع أنه ذو شوك كثير ،وثمره بالنسبة إليه كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر لاسهل فيرتقى ولا سمين فينتقى ، ولهذا قال تعالى ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَاكَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ أي : إنما نعاقب هذه العقوبةالشديدة من كفر بنا وكذب رسلنا وخالف أمرنا وانتهك محارمنا وقال تعالىفَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ وذلك أنهملما هلكت أموالهم وخربت بلادهم احتاجوا أن يرتجلوا منها وينتقلوا عنهافتفرقوا في غور البلاد ونجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجازوهم خزاعة نزلوا ظاهر مكة وكان من أمرهم ما سنذكره ، ومنهم المدينةالمنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود: بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضير فحالفوا الأوس والخزرج وأقاموا عندهم، وكان من أمرهم ما سنذكره ، ونزلت طائفة أخرى منهم الشام وهم الذينتنصروا فيما بعد وهم غسان وعاملة وبهراء ولخم وجذام وتنوخ وتغلب وغيرهموسنذكرهم عند ذكر فتوح الشام في زمن الشيخين رضي الله عنهما.
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيدة قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة وهو ميمون بن قيس
وفـــي ذاك للمؤتســى أســوة
ومــأرم عفــي عليهــا العـرم
رخـــام بنتــه لهــم حــمير
إذا جـــاء مــواره لــم يــرم
فـــأروى الـــزرع وأعنانهــا
عــلى ســعة مــاءهم إذ قسـم
فصـــاروا أيــادي لا يقــدرون
عـلى شـرب طفـل إذا مـا فطـم
وقدذكر محمد بن إسحاق في كتاب " السيرة " أن أول من خرج من اليمن قبل سيلالعرم عمرو بن عامر اللخمي ولخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بنزيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ ويقال : لخمبن عدي بن عمرو بن سبأ قاله ابن هشام قال ابن إسحاق وكان سبب خروجه مناليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب الذيكان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم
فعلم أنه لا بقاءللسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه فأمر أصغر ولده إذاأغلظ عليه ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ففعل ابنه ما أمره به فقال عمرو : لاأقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف من أشراف اليمن: اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله وانتقل في ولده ، وولد ولده وقالتالأزد : لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم وخرجوا معه فساروا حتىنزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان فحاربتهم عك فكانت حربهم سجالا ففيذلك قال عباس بن مرداس
وعـك بـن عدنـان الـذين تلعبـوا
بغسـان حـتى طـردوا كـل مطرد
قال: فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشامونزل الأوس والخزرج يثرب ونزلت خزاعة مرا ونزلت أزد السراة السراة ونزلتأزد عمان عمان ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه وفي ذلك أنزل اللههذه الآيات وقد روي عن السدي قريب من هذا وعن محمد بن إسحاق في رواية أنعمرو بن عامر كان كاهنا ، وقال غيره كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميريةكاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم وكأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي سلطعلى سدهم ، ففعلوا ما فعلوا والله أعلم وقد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيمارواه ابن أبي حاتم في " التفسير ".
سلسلة القصص القرآنى   060
16:قصة مائده عيسى عليه السلام
سلسلة القصص القرآنى   16
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة المائدة الآيات112-115.
((إِذْقَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُرَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْنَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْصَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَىابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَالسَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةًمِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُإِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّيأُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)))
القصة:
ذكرالله تبارك وتعالى سورة المائدة وحيا على رسوله صلى الله عليه وسلم وسميتهذه السورة سورة المائدة لأنها تتضمن قصة المائدة التي أنزلها الله تعالىمن السماء عندما سأله عيسى ابن مريم عليه السلام إنزالها من السماء كماطلب منه ذلك اصحابه وتلاميذه الحواريون، ومضمون خبر وقصة هذه المائدة انعيسى عليه السلام أمر الحواريون بصيام ثلاثين يوما فلما أتموها سألوا عيسىعليه السلام إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهمأن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم،ولكن عيسى عليه السلام وعظهم في ذلك وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها، فأبواعليه إلا أن يسأل لهم ذلك، فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى الله تعالى فيالدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا فاستجاب الله عزوجل دعاءه فأنزلسبحانه المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين، وجعلتتدنو قليلا قليلا وكالما دنت منهم يسأل عيسى عليه السلام أن يجعلها رحمةلا نقمة وأن يجعلها سلامًا وبركة، فلم تزل تدنو حتى استقرت بين يدي عيسىعليه السلام وهي مغطاة بمنديل، فقام عيسى عليه السلام يكشف عنها وهو يقول(( بسم الله خير الرازقين)) فإذا عليها من الطعام سبعة من الحيتان وسبعةأرغفة وقيل: كان عليها خل ورمان وثمار ولها رائحة عظيمة جدًا، ثم امرهمعيسى عليه السلام بالأكل منها أمر عليه السلام الفقراء والمحاويج والمرضىوأصحاب العاهات وكانوا قريبًا من الألف وثلاثمائة أن يأكلوا من هذهالمائدة، فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستغنىالفقراء وصاروا أغنياء فندم الناس الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاححال اولئك الذين أكلوا ثم صعدت المائدة وهم ينظرون إليها حتى توارت عناعينهم، وقيل: إن هذه المائدة كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها،فيأكل آخرهم كما ياكل أولهم حتى قيل: إنه كان ياكل منها كل يوم سبعة آلافشخص.
ثم أمر الله تعالى أن يقصرها على الفقراء دون الاغنياء، فشق ذلكعلى كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك فرفعت ومُسخ الذين تكلموا في ذلكمن المنافقين خنازير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:04 pm


17: قصة أصحاب الجنه
سلسلة القصص القرآنى   17
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة القلم . آية ( 17 - 33 ) .
قال الله تعالى:

((إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْأَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَعَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْكَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْإِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَايَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍقَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُمَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَاتُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَفَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَاإِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَاإِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُالْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ))
وهذا مثل ضربه الله لكفار قريش، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة،
كما قال تعالى:
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًاوَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَاوَبِئْسَ الْقَرَار ))

القصة:
قال إبن عباس:
إنهكان شيخ كانت له جنة، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطيكل ذي حق حقه. فلما قبض الشيخ وورثه بنوه -وكان له خمسة من البنين- فحملتجنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك،فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر,
فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لميعاينوا مثله في حياة أبيهم. فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهملبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقدفيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا، حتىنستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة.فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال تعالى: (قال أوسطهم ألمأقل لكم لولا تسبحون).
فقال لهم أوسطهم: إتقوا الله وكونوا على منهاجأبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، فضربوه ضربا مبرحا. فلما أيقن الأخ أنهميريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، غير طائع، فراحوا إلىمنازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن شاء الله.
فإبتلاهم الله بذلك الذنب، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه. [تفسير القمي،ج2،ص381].
* إنها سنة إلهية:
ولعلفي القصة إشارة إلى أن الله تعالى أجرى نفس السنة على المترفين أو طالهممنه شيء من العذاب في الدنيا. وفي رواية أبي الجارود عن الإمام الباقرعليه السلام تأكيد لذلك، اذ قال: (إن اهل مكة أبتلوا بالجوع كما أبتليأصحاب الجنة).
فهذه السنة تنطبق على كل من تشمل الآيات التالية: (ولاتطع كل حلاف مهين* هماز مشاء بنميم* مناع للخير معتد أثيم* عتل بعد ذلكزنيم* أن كان ذا مال وبنين* إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين*سنسمه على الخرطوم) [القلم/ 10-16].
بعد ذلك يقول ربنا عزوجل: (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون).
أيإختبرناهم بالثروة بمثل ما إختبرنا أصحاب المزرعة. ومادامت السنن الإلهيةفي الحياة واحدة، فيجب إذن أن يعتبر الإنسان بالآخرين، سواء المعاصرين لهأو الذين سبقوه، وأن يعيش في الحياة كتلميذ، لأنها مدرسة وأحداثها خيرمعلم لمن أراد وألقى السمع وأعمل الفكر وهو
شهيد.
بهذه الهدفية يجب أن نطالع القصص ونقرأ التاريخ. فهذه قصة أصحاب الجنة يعرضها الوحي لتكون أحداثها ودروسها موعظة وعبرة للإنسانية.
ومنالملفت للنظر، إن القرآن في عرضه لهذه القصة لا يحدثنا عن الموقع الجغرافيللجنة، هل كانت في اليمن أو في الحبشة، ولا عن مساحتها ونوع الثمرة التيأقسم أصحابها على صرمها.. لأن هذه الأمور ليست بذات أهمية في منهج الوحي،إنما المهم المواقف والمواعظ والأحداث لمعبرة، سواء فصل العرض أو إختصر.
* ومكروا ومكر الله:
فأشارالقرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئامنها، وتعاهدوا على ذلك. ولكن هل فلحوا في أمرهم؟ كلا..
(فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم).
إنالله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ما كان ليغفل عن تدبير خلقه، وإجراء سننهفي الحياة. فقد أراد أن يجعل آية تهديهم إلى الإيمان به والتسليم لأوامرهبالإنفاق على المساكين وإعطاء كل ذي حق حقه.. وأن يعلم الإنسان بأن الجزاءحقيقة واقعية، وإنه نتيجة عمله.
وهكذا يواجه مكر الله مكر الإنسان،فيدعه هباء منثورا، (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). وإذا إستطاعواأن يخفوا مكرهم عن المساكين، فهل إستطاعوا أن يخفوه عن عالم الغيبوالشهادة؟ كلا.. وقد أرسل الله تعالى طائفة ليثبت لهم هذه الحقيقة:
(فتنادوامصبحين* أن أغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين* فإنطلقوا وهم يتخافتون* انلايدخلنها اليوم عليكم مسكين* وغدوا على حرد قادرين* فلما رأوها قالوا إنالضالون* بل نحن محرومون) [القلم/ 21-27].
في تلك اللحظة الحرجة إهتدوا إلى ان الحرمان الحقيقي ليس قلة المال والجاه، وإنما الحرمان والمسكنة قلة الإيمان والمعرفة بالله.
وهكذاأصبح هذا الحادث المريع بمثابة صدمة قوية أيقظتهم من نومة الضلالوالحرمان، وصار بداية لرحلة العروج في آفاق التوبة والإنابة، والتي أولهاإكتشاف الإنسان خطئه في الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:07 pm


ومنهنا نهتدي إلى أن من أهم الحكم التي وراء أخذ الله الناس بالبأساء والضراءوألوان من العذاب في الدنيا، هو تصحيح مسيرة الإنسان بإحياء ضميرهوإستثارة عقله من خلال ذلك، كما قال ربنا عزوجل: (فأخذناهم بالبأساءوالضراء لعلهم يتضرعون).
* قصة تستحق التأمل:
فماأحوجنا أن نتأمل قصة هؤلاء الأخوة الذين إعتبروا بآيات الله، وراجعواأنفسهم بحثا عن الحقيقة لما رأوا جنتهم وقد أصبحت كالصريم، فنغير منأنفسنا ليغير الله ما نحن فيه. إذ ما أشبه تلك الجنة وقد طاف عليها طائفمن الله بحضارتنا التي صرمتها عوامل الإنحطاط وال
تخلف ولو أنهمإستمعوا إلى نداء المصلحين لما أبتلوا بتلك النهاية المريعة. وهكذا كل أمةلا تفلح إلا إذا عرفت قيمة المصلحين، فإستمعت إلى نصائحهم، وإستجابتلبلاغهم وإنذارهم.
لهذا الدور تصدى أوسط اصحاب الجنة، فعارضهم فيالبداية حينما أزمعوا وأجمعوا على الخطيئة، وذكرهم لما أصابهم عذاب اللهبالحق، وحملهم كامل المسؤولية، وإستفاد من الصدمة التي أصابتهم في إرشادهمإلى العلاج الناجع.
(قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون)
منهذا الموقف نهتدي إلى بصيرة هامة ينبغي لطلائع التغيير الحضاري ورجالالإصلاح أن يدركوها ويأخذوا بها في تحركهم إلى ذلك الهدف العظيم، وهي: إنالمجتمعات والأمم حينما تضل عن الحق وتتبع النظم البشرية المنحرفة، تصيرإلى
الحرمان، وتحدث في داخلها هزة عنيفة (صحوة) ذات وجهين، أحدهماالقناعة بخطأ المسيرة السابقة، والآخر البحث عن المنهج الصالح. وهذه خيرفرصة لهم يعرضوا فيها الرؤى والأفكار الرسالية، ويوجهوا الناس اليها.
من هذه الفرصة إستفاد أوسط اصحاب الجنة، بحيث حذر أخوته من أخطائهم، وأرشدهم إلى سبيل الصواب.
(قالواسبحان ربنا إنا كنا ظالمين* فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون* قالوا ياويلناإنا كنا طاغين* عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون).
وقصة هؤلاء شبيه بقوله تعالى:
((وَضَرَبَاللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَارِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِفَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوايَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُفَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ))
قيل: هذا مثل مضروب لأهل مكة . وقيل: هم أهل مكة أنفسهم، ضربهم مثلا لأنفسهم. ولا ينافي ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم.
سلسلة القصص القرآنى   060
18: قصة ناقة صالح
سلسلة القصص القرآنى   19
موقع القصة في القرآن الكريم:
وردذكر القصة في مواضع عدة فى سور الأعراف - هود - الحجر - النمل - السجدة-إبراهيم - الاسراء - القمر - براءة -الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم -والفجر - الشعراء ....
القصة:
فيسنة 9 من الهجرة كان الجيش الاسلامي بقيادة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) يواصل زحفه باتجاه منطقة تبوك ، و ذلك لمواجهة حشود الرومانالعسكرية في شمال شبه الجزيرة العربية .
كانت الرحلة شاقّة جداً . . وكان جنود الاسلام يشعرون بالتعب و الظمأ . . من أجل هذا أمر سيدنا محمد (صلى الله عليه و آله ) بالتوقف في " وادي القرى " قريباً من منطقة تبوك .
عسكر الجيش الاسلامي قرب الجبال و كانت هناك منطقة أثرية و خرائب و آبار للمياه .
تساءل البعض عن هذه الآثار ، فقيل انها تعود إلى قبيلة ثمود التي كانت تقطن في هذا المكان .
نهىسيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) المسلمين من شرب مياه تلك الآبار ودلاّهم على عين قرب الجبال . . وقال لهم أنها العين التي كانت ناقة صالحتشرب منها .
حذر سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) جنوده من دخول تلكالآثار الا للاعتبار من مصير تلك القبيلة التي حلّت بها اللعنة فاصبحتأثراً بعد عين .
فمن هي قبيلة ثمود ؟ و ما هي قصة ناقة سيدنا صالح ( عليه السلام ) ؟
قبيلة مشهورة، يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما ابنا عاثر بن ارم بن سام بن نوح.
وكانواعرباً من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك وقد مرّ به رسولالله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين.
وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك.
فبعثالله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله: صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيدبن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح فدعاهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له، وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً. فآمنت بهطائفة منهم، وكفر جمهورهم، ونالوا منه بالمقال والفعال، وهموا بقتله،وقتلوا الناقة التي جعلها الله حجة عليهم، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
كما قال تعالى في سورة الأعراف:

{وَإِلَىثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْهَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِاللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ،وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْفِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَالْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِيالأَرْضِ مُفْسِدِينَ، قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْقَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَأَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِمُؤْمِنُونَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْبِهِ كَافِرُونَ، فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْوَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْالْمُرْسَلِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْجَاثِمِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْأَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاتُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.
وقال تعالى في سورة هود:
{وَإِلَىثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِوَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّرَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ، قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَامَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُآبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ،قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّيوَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْعَصَيْتُهُ، فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ، وَيَا قَوْمِ هَذِهِنَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِوَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ، فَعَقَرُوهَافَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌغَيْرُ مَكْذُوبٍ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاًوَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍإِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ، وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواالصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْيَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداًلِثَمُودَ}.

وقال تعالى في سورة الحجر:

{وَلَقَدْكَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ، وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَافَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِبُيُوتاً آمِنِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ، فَمَاأَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:12 pm


وقال سبحانه وتعالى :
{وَمَامَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَاالأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَاوَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}.
وقال تعالى في سورة الشعراء:
{كَذَّبَتْثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلاَتَتَّقُون، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَوَأَطِيعُونِي، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيإِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَاآمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ،وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَوَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَمِنْ الْمُسَحَّرِينَ، مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍإِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌوَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍفَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ، فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوانَادِمِينَ، فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَأَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وقال تعالى في سورة النمل:
{وَلَقَدْأَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَفَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ، قَالَ يَا قَوْمِ لِمَتَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، قَالُوا اطَّيَّرْنَابِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْقَوْمٌ تُفْتَنُونَ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُون، قَالُوا تَقَاسَمُوابِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّالَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَيَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّادَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةًبِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون،وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
وقال تعالى في سورة حم السجدة:
{وَأَمَّاثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَىفَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ،وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
وقال تعالى :
{كَذَّبَتْثَمُودُ بِالنُّذُرِ، فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُإِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْبَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ، سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْالْكَذَّابُ الأَشِرُ، إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْفَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌبَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىفَعَقَرَ، فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَاعَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ،وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
وقال تعالى:

{كَذَّبَتْثَمُودُ بِطَغْوَاهَا، إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُاللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَافَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُعُقْبَاهَا}.
وكثيراً ما يقرن الله في كتابه بين ذكر عاد وثمود، كما في سورة براءة وإبراهيم والفرقان، وسورة ص، وسورة ق، والنجم، والفجر.
ويقالأن هاتين الأمتين لا يعرف خبرهما أهل الكتاب، وليس لهما ذكر في كتابهمالتوراة. ولكن في القرآن ما يدل على أن موسى أخبر عنهما، كما قال تعالى فيسورة إبراهيم:
{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِيالأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ، أَلَمْ يَأْتِكُمْنَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَوَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْرُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
}الآية. الظاهر أن هذا من تمام كلام موسى مع قومه، ولكن لما كان هاتانالأمتان من العرب لم يضبطوا خبرهما جيداً، ولا اعتنوا بحفظه، وإن كانخبرهما كان مشهوراً في زمان موسى عليه السلام. وقد تكلمنا على هذا كله فيالتفسير مستقصي. ولله الحمد والمنة.
والمقصود الآن ذكر قصتهم وما كانمن أمرهم، وكيف نجى الله نبيه صالحاً عليه السلام ومن آمن به، وكيف قطعدابر القوم الذين ظلموا بكفرهم وعتوهم، ومخالفتهم رسولهم عليه السلام.
وقد قدمنا أنهم كانوا عرباً، وكانوا بعد عاد ولم يعتبروا بما كان من أمرهم. ولهذا قال لهم نبيهم عليه السلام:
{اعْبُدُوااللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْرَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ، وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍوَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراًوَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَتَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
أي إنما جعلكم خلفاء من بعدهم لتعتبروا بما كان من أمرهم، وتعملوا بخلافعملهم. وأباح لكم هذه الأرض تبنون في سهولها القصور، {وَتَنْحِتُونَ مِنْالْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} أي حاذقين في صنعتها وإتقانها وإحكامها.فقابلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح، والعبادة له وحده لا شريك له،وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته، فإن عاقبة ذلك وخيمة.
ولهذا وعظهمبقوله: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍوَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} أي متراكم كثير حسن بهيناضج. {وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوااللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}.
وقال لهم أيضاً: {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَأَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي هو الذي خلقكمفأنشأكم من الأرض، وجعلكم عمارها، أي أعطاكموها بما فيها من الزروعوالثمار، فهو الخالق الرزاق، وهو الذي يستحق العبادة وحده لا ما سواه.{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} أي أقلعوا عما أنتم فيهوأقبلوا على عبادته، فإنه يقبل منكم ويتجاوز عنكم {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌمُجِيبٌ}.
{قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَهَذَا} أي قد كنا نرجو أن يكون عقلك كاملاً قبل هذه المقالة، وهي دعاؤكإيانا إلى إفراد العبادة، وترك ما كنا نعبده من الأنداد، والعدول عن دينالآباء والأجداد ولهذا قالوا: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُآبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيب}.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:16 pm


{قَالَيَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّيوَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْعَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}.
وهذاتلطف منه لهم في العبارة ولين الجانب، وحسن تأت في الدعوة لهم إلى الخير.أي فما ظنكم إن كان الأمر كما أقول لكم وأدعوكم إليه؟ ما عذركم عند الله؟وماذا يخلصكم بين يديه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعاءكم إلى طاعته؟ وأنالا يمكنني هذا لأنه واجب علي، ولو تركته لما قدر أحد منكم ولا من غيركم أنيجيرني منه ولا ينصرني. فأنا لا أزال أدعوكم إلى الله وحده لا شريك له،حتى يحكم الله بيني وبينكم.
وقالوا له أيضاً: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنْالْمُسَحَّرِينَ} أي من المسحورين، يعنون مسحوراً لا تدري ما تقول فيدعائك إيانا إلى إفراد العبادة لله وحده، وخلع ما سواه من الأنداد. وهذاالقول عليه الجمهور، وهو أن المراد بالمسحرين المسحورين. وقيل منالمسحرين: أي ممن له سحر - وهو الرئي - كأنهم يقولون إنما أنت بشر له سحر.والأول أظهر لقولهم بعد هذا: {ما أنت إلا بشر مثلنا} وقولهم {فَأْتِبِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ} سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدلعلى صدق ما جاءهم به. قال: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْشِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْعَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} كما قال: {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْرَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيم}وقال تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}.
وقدذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوماً في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالحفدعاهم إلى الله، وذكرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم، فقالوا له: إن أنت أخرجتلنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة هناك - ناقة، من صفتها كيت وكيتوذكروا أوصافاً سموها ونعتوها، وتعنتوا فيها، وأن تكون عشراء، طويلة، منصفتها كذا وكذا، فقال لهم النبي صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلىما سألتم، على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيماأرسلت به؟ قالوا: نعم. فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.
ثم قام إلىمصلاه فصلى لله عز وجل ما قدر له، ثم دعا ربه عز وجل أن يجيبهم إلى ماطلبوا، فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء، علىالوجه المطلوب الذي طلبوا، أو على الصفة التي نعتوا.
فلما عاينوهاكذلك، رأوا أمراً عظيماً، ومنظراً هائلاً، وقدرة باهرة، ودليلاً قاطعاً،وبرهاناً ساطعاً، فآمن كثير منهم، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهموعنادهم. ولهذا قال: {فَظَلَمُوا بِهَا} أي جحدوا بها، ولم يتبعوا الحقبسببها، أي أكثرهم، وكان رئيس الذين آمنوا: جندع بن عمرو بن محلاة بن لبيدبن جواس، وكان من رؤسائهم. وهم بقية الأشراف بالإسلام، فصدهم ذؤاب بن عمروبن لبيد، والحباب، صاحب أوثانهم، ورباب بن صعر بن جلمس، ودعا جندع ابن عمهشهاب بن خليفة، وكان من أشرافهم، فهم بالإسلام فنهاه أولئك، فمال إليهمفقال في ذلك رجل من المسلمين يقال له مهرش بن غنمة بن الذميل رحمه الله:
وكانت عصبة من آل عمرو *** إلى دين النبي دعوا شهابا
عزيز ثمود كلهم جميعا *** فهم بأن يجيب ولو أجابا
لأصبح صالح فينا عزيزا *** وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا
ولكن الغواة من آل حجر ** *** تولوا بعد رشدهم ذبابا
ولهذاقال لهم صالح عليه السلام: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ} أضافها لله سبحانهوتعالى إضافة تشريف وتعظيم، كقوله بيت الله وعبد الله {لَكُمْ آيَةً} أيدليلاً على صدق ما جئتكم به {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِوَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}.
فاتفقالحال على أن تبقى هذه الناقة بين أظهرهم، ترعى حيث شاءت من أرضهم، وتردالماء يوماً بعد يوم، وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك،فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم لغدهم. ويقال أنهم كانوا يشربونمن لبنها كفايتهم، ولهذا قال: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍمَعْلُومٍ}.
ولهذا قال تعالى: {إنا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةًلَهُمْ} أي اختبار لهم أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون.{فَارْتَقِبْهُمْ} أي انتظر ما يكون من أمرهم {وَاصْطَبِرْ} على أذاهمفسيأتيك الخبر على جلية. {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌبَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}.
فلما طال عليهم هذا الحال اجتمعأمرهم واتفق رأيهم على أن يعقروا هذه الناقة، ليستريحوا منها ويتوفر عليهمماؤهم، وزين لهم الشّيْطان أعمالهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُواالنَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ}.
وكانالذي تولى قتلها منهم رئيسهم: قدار بن سالف بن جندع، وكان أحمر أزرق أصهب.وكان يقال أنه ولد زانية، ولد على فراش سالف، وهو ابن رجل يقال له صيبان.وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم، فلهذا نسب الفعل إلى جميعهم كلهم.
وذكرابن جرير وغيره من علماء المفسرين: أن امرأتين من ثمود اسم إحداهما"صدوقة" ابنة المحيا بن زهير بن المختار. وكانت ذات حسب ومال، وكانت تحترجل من أسلم ففارقته، فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا،وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة. واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بنمجلز، وتكنى أم عثمان وكانت عجوزاً كافرة، لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمروأحد الرؤساء، فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف، إن هو عقر الناقة فلهأي بناتها شاء، فانتدب هذان الشابان لعقرها وسعوا في قومهم بذلك،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:20 pm


فاستجابلهم سبعة آخرون فصاروا تسعة. وهم المذكورون في قوله تعالى: {وَكَانَ فِيالْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَيُصْلِحُونَ}. وسعوافي بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها، فأجابوهم إلى ذلك وطاوعوهم في ذلك.فانطلقوا يرصدون الناقة، فلما صدرت من وردها كمن لها "مصرع" فرماها بسهمفانتظم عظم ساقها، وجاء النساء يذمرن القبيلة في قتلها، وحسرن عن وجوههنترغيباً لهم في ذلك فابتدرهم قدار بن سالف، فشد عليها بالسيف فكشف عنعرقوبها فخرت ساقطة إلى الأرض. ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها، ثم طعنفي لبتها فنحرها، وانطلق سقبها - وهو فصيلها - فصعد جبلاً منيعاً ورغاثلاثاً.
وروى عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن أنه قال: يارب أين أمي؟ ثم دخل في صخرة فغاب فيها. ويقال: بل اتبعوه فعقروه أيضاً.
قالالله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كَانَعَذَابِي وَنُذُرِ}. وقال تعالى: {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي احذروها{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْفَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}.
قالالإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الله بن نمير، حَدَّثَنا هشام - أبو عروة - عنأبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرالناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها: انبعث لها رجل عارم عزيزمنيع في رهطه، مثل أبي زمعة".
أخرجاه من حديث هشام به. عارم: أي شهم. عزيز، أي: رئيس. منيع، أي: مطاع في قومه.
وقالمُحَمْد بن إسحاق: حدثني يزيد بن مُحَمْد بن خثيم، عن مُحَمْد بن كعب، عنمُحَمْد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم لعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى. قال: رجلان، أحدهماأحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا - يعني قرنه -حتى تبتل منه هذه - يعني لحيته".
رواه ابن أبي حاتم.
وقال تعالى:{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ} فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه:
منها: أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة التي جعلها الله لهم آية.
ومنها:أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم فاستحقوه من وجهين: أحدهما الشرط عليهم فيقوله: {وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} وفيآية {عظيم} وفي الأخرى{أليم} والكل حق. والثاني استعجالهم على ذلك.
ومنها:أنهم كذبوا الرسول الذي قد قام الدليل القاطع على نبوته وصدقه، وهم يعلمونذلك علماً جازماً، ولكن حملهم الكفر والضلال والعناد على استبعاد الحقووقوع العذاب بهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِيدَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}.
وذكرواأنهم لما عقروا الناقة كان أول من سطا عليها قدار بن سالف، لعنه الله،فعرقبها فسقطت إلى الأرض، ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها فلما عاين ذلكسقبها - وهو ولدها - شرد عنهم فعلا أعلى الجبل هناك، ورغا ثلاث مرات.
فلهذاقال لهم صالح: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} أي غيريومهم ذلك، فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد، بل لما أمسوا هموابقتله وأرادوا - فيما يزعمون - أن يلحقوه بالناقة. {قَالُوا تَقَاسَمُوابِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنكبسنه في داره مع أهلهفلنقتلنه، ثم نجحدن قتله ولننكرن ذلك إن طالبنا أولياؤه بدمه، ولهذاقالوا: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِوَإِنَّا لَصَادِقُون}.
قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراًوَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَعَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ،فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةًلِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوايَتَّقُونَ}.
وذلك أنالله تعالى أرسل على أولئك النفر الذين قصدوا قتل صالح حجارة رضختهمفأهلكهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم، وأصبحت ثمود يوم الخميس - وهو اليومالأول من أيام النظرة - ووجوهم مصفرة، كما أنذرهم صالح عليه السلام. فلماأمسوا نادوا بأجمعهم: ألا قد مضى يوم من الأجل. ثم أصبحوا في اليوم الثانيمن أيام التأجيل وهو يوم الجمعة - ووجوههم محمرة، فلما أمسوا نادوا: ألاقد مضى يومان من الأجل، ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع - وهويوم السبت - ووجوهم مسودة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى الأجل.
فلماكان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم منالعذاب والنكال والنقمة، لا يدرون كيف يفعل بهم؟ ولا من أي جهة يأتيهمالعذاب.
فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة منأسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس، وسكنت الحركات، وخشعت الأصوات،وحقت الحقائق فأصبحوا في دارهم جاثمين، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها.قالوا ولم يبق منهم أحد إلا جارية كانت مقعدة واسمها "كلبة" بنت السلق -ويقال لها الذريعة - وكانت شديدة الكفر والعداوة لصالح عليه السلام، فلمارأت العذاب أطلقت رجلاها، فقامت تسعى كأسرع شيء، فأتت حياً من العربفأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستسقتهم ماء، فلما شربت ماتت.
قالالله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي لم يقيموا فيها في سعةورزق وغناء، {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداًلِثَمُودَ} أي نادى عليهم لسان القدر بهذا.
قالالإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الرزاق، حَدَّثَنا معمر، حَدَّثَنا عبد اللهبن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مرّ رسول الله صلىالله عليه وسلم بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، فكانت- يعني الناقة - ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهمفعقروها. وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعقروها فأخذتهمصيحة أهمد الله بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرمالله" فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو أبو رغال، فلما خرج من الحرمأصابه ما أصاب قومه".
وهذا الحديث على شرط مسلم وليس هو في شيء من الكتب الستة. والله تعالى أعلم.
وقدقال عبد الرزاق أيضاً: قال معمر: أخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلىالله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رغال، فقال: "أتدرون من هذا؟" قالوا: اللهورسوله أعلم. قال: "هذا قبر أبي رغال، رجل من ثمود، كان في حرم الله فمنعهحرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن ها هنا، ودفن معهغصن من ذهب. فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن".قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري: أبو رغال أبو ثقيف.. هذا مرسل منهذا الوجه.
وقد جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره مُحَمْد بن إسحاق فيالسيرة عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بنعمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا معه إلى الطائف،فمررنا بقبر، فقال: "إن هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود،وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومهبهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتمعنه أصبتموه معه. فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن" وهكذا رواه أبو داودمن طريق مُحَمْد بن إسحاق به. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمهالله: هذا حديث حسن عزيز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:23 pm


قلت:تفرد به بجير بن أبي بجير هذا، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه سوىإسماعيل بن أمية. قال شيخنا: فيحتمل أنه وهم في رفعه، وإنما يكون من كلامعبد الله بن عمرو من زاملتيه. والله أعلم.
قلت: لكن في المرسل الذي قبله وفي حديث جابر أيضاً شاهد له. والله أعلم.
وقولهتعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْرِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَالنَّاصِحِينَ} إخبار عن صالح عليه السلام، أنه خاطب قومه بعد هلاكهم، وقدأخذ في الذهاب عن محلتهم إلى غيرها قائلاً لهم: {يَا قَوْمِ لَقَدْأَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ}
أي: جهدت في هدايتكم بكل ما أمكنني، وحرصت على ذلك بقولي وفعلي ونيتي.
{وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.
أي:لم تكن سجاياكم تقبل الحق ولا تريده، فلهذا صرتم إلى ما أنتم فيه منالعذاب الأليم، المستمر بكم المتصل إلى الأبد، وليس لي فيكم حيلة، ولا ليبالدفع عنكم يدان. والذي وجب علي من أداء الرسالة والنصح لكم قد فعلته،وبذلته لكم، ولكن الله يفعل ما يريد.
وهكذا خاطب النبي صلى الله عليهوسلم أهل قليب بدر بعد ثلاث ليال: وقف عليهم وقد ركب راحلته وأمر بالرحيلمن آخر الليل فقال: "يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني قدوجدت ما وعدني ربي حقاً". وقال لهم فيما قال: " بئس عشيرة النبي كنتملنبيكم"، كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتمونيونصرني الناس، فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم". فقال له عمر: يا رسول اللهتخاطب أقواماً قد جيفوا؟ فقال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقولمنهم، ولكنهم لا يجيبون".
ويقال أن صالحاً عليه السلام انتقل إلى حرم الله فأقام به حتى مات.
قالالإمام أحمد: حَدَّثَنا وكيع، حَدَّثَنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام،عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بواديعسفان حين حج قال: "يا أبا بكر أي واد هذا؟" قال وادي عسفان. قال: "لقدمرّ به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف، أزرهم العباء،وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق".
إسناد حسن. وقد تقدم في قصة نوح عليه السلام من رواية الطبراني، وفيه نوح وهود وإبراهيم.‏
سلسلة القصص القرآنى   060
19: قصة حمار العزير
سلسلة القصص القرآنى   20
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآية 259, سورة التوبة الآيات 30-31
قال تعالى فى سورة" البقرة":
((أَوْكَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَأَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُمِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًاأَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىطَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَوَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَنُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) ))
وقوله تعالى فى سورة " التوبة":

((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَىالْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَقَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىيُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًامِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّالِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّايُشْرِكُونَ (31) ))
القصة:
قال إسحاق بن بشر:
إنعزيراً كان عبداً صالحاً حكيماً خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلماانصرف أتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر، ودخل الخربة وهو علىحماره فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب، فنزل في ظل تلكالخربة وأخرج قصعة معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ثم أخرجخبزاً يابساً معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتل ليأكله، ثم استلقىعلى قفاه وأسند رجليه إلى الحائط فنظر سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهيقائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاماً بالية فقال: {أَنَّى يُحْيِيهَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}
فلم يشك أن الله يحييها ولكن قالها تعجباً فبعث الله مالك الموت فقبض روحه، فأماته الله مائة عام.
فلماأتت عليه مائة عام، وكانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور وأحداث. قال:فبعث الله إلى عزير ملكاً فخلق قلبه ليعقل قلبه وعينيه لينظر بهما فيعقلكيف يحيي الله الموتى. ثم ركب خلفه وهو ينظر، ثم كسى عظامه اللحم والشعروالجلد ثم نفخ فيه الروح كل ذلك وهو يرى ويعقل، فاستوى جالساً فقال لهالملك كم لبثت؟ قال لبثت يوماً أو بعض يوم، وذلك أنه كان لبث صدر النهارعند الظهيرة وبعث في آخر النهار والشمس لم تغب، فقال:
أو بعض يوم ولميتم لي يوم. فقال له الملك: بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك،يعني الطعام الخبز اليابس، وشرابه العصير الذي كان اعتصره في القصعة فإذاهما على حالهما لم يتغير العصير والخبز يابس،
فذلك قوله {لَمْ يَتَسَنَّهْ}
يعني لم يتغير، وكذلك التين والعنب غض لم يتغير شيء من حالهما فكأنه أنكرفي قلبه فقال له الملك: أنكرت ما قلت لك؟ فانظر إلى حمارك. فنظر إلى حمارهقد بليت عظامه وصارت نخرة. فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كلناحية حتى ركبه الملك وعزير ينظر إليه ثم ألبسها العروق والعصب ثم كساهااللحم ثم أنبت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعاًرأسه وأذنيه إلى السماء ناهقاً يظن القيامة قد قامت.
فذلك قوله{وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَىالْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً} يعني وانظر إلىعظام حمارك كيف يركب بعضها بعضاً في أوصالها حتى إذا صارت عظاماً مصوراًحماراً بلا لحم، ثم انظر كيف نكسوها لحماً {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
من إحياء الموتى وغيره.
قال:فركب حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس وأنكر منزله، فانطلقعلى وهم منه حتى أتى منزله، فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائةوعشرون سنة كانت أمة لهم، فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة كانت عرفتهوعقلته، فلما أصابها الكبر أصابها الزمان، فقال لها عزير: يا هذه أهذامنزل عزير قالت: نعم هذا منزل عزير. فبكت وقالت: ما رأيت أحداً من كذاوكذا سنة يذكر عزيراً وقد نسيه الناس. قال إني أنا عزير كان الله أماتنيمائة سنة ثم بعثني. قالت: سبحان الله! فإن عزيراً قد فقدناه منذ مائة سنةفلم نسمع له بذكر. قال: فإني أنا عزير قالت: فإن عزيراً رجل مستجاب الدعوةيدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادعوا الله أن يرد عليّبصري حتى أراك فإن كنت عزيراً عرفتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:26 pm

قال:فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا وأخذ بيدها وقال: قومي بإذن الله.فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما شطت من عقال، فنظرت فقالت: أشهد أنكعزير.
وانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابنلعزير شيخ ابن مائة سنة وثماني عشر سنة وبنى بنية شيوخ في المجلس، فنادتهمفقالت: هذا عزير قد جاءكم. فكذبوها، فقالت: أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربهفرد علي بصري وأطلق رجلي وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه. قال: فنهضالناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه: كان لأبي شامة سوداء بينكتفيه. فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير. فقالت بنو إسرائيل: فإنه لم يكن فيناأحد حفظ التوراة فما حدثنا غير عزير وقد حرق بختنصر التوراة ولم يبقى منهاشيء إلا ما حفظت الرجال، فاكتبها لنا وكان أبوه سروخاً قد دفن التوراةأيام بختنصر في موضع لم يعرفه أحد غير عزير، فانطلق بهم إلى ذلك الموضعفحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق ودرس الكتاب.
قال: وجلس في ظلشجرة وبنوا إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة ونزل من السماء شهابان حتى دخلاجوفه. فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل فمن ثم قالت اليهود: عزير ابنالله، للذي كان من أمر الشهابين وتجديده التوراة وقيامه بأمر بني إسرائيل،وكان جدد لهم التوراة بأرض السواد بدير حزقيل، والقرية التي مات فيها يقاللها ساير أباذ.
قال ابن عباس: فكان كما قال الله تعالى: {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ} يعني لبني إسرائيل، وذلك أنه كان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب لأنه مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شاباً كهيئته يوم مات.
قال ابن عباس: بعث بعد بختنصر وكذلك قال الحسن وقد أنشد أبو حاتم السجستاني في معنى ما قاله ابن عباس:
وأسود رأس شاب من قبله ابنه ***ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر
يرى ابنه شيخاً يدب على عصاٍ *** ولحيته سوداء و الرأس أشقرٍ
وما لابنه حيل و لا فضل قوةٍ *** يقوم كما يمشي الصبي فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجة *** وعشرين لا يجري و لا يتبختر
وعمر أبيه أربعون أمرها *** ولابن ابنه تسعون في الناس غبر
لما هو في المعقول أن كنت داريا *** وأن كنت لا تدري فبالجهل تعذر
المشهورأن عزيراً من أنبياء بني إسرائيل وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبينزكريا ويحيى، وأنه لما لم يبقى في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه اللهحفظها فسردها على بني إسرائيل، كما قال وهب بن منبه: أمر الله ملكاً فنزلبمعرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاً بحرف حتى فرغ منها.
وروى ابن عساكر عن ابن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} لما قالوا ذلك؟ قال بني إسرائيل: لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب وأن عزيراً قد جاءنا بها من غير كتاب.
ولهذا يقول كثير من العلماء إن تواتر التوراة انقطع في زمن العزير.
وهذامتجه جداً إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء بن أبي رباح والحسنالبصري. وفيما رواه إسحاق بن بشر عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، وعن عثمانبن عطاء الخراساني عن أبيه، ومقاتل عن عطاء بن أبي رباح قال: كان فيالفترة تسعة أشياء: بختنصر وجنة صنعاء وجنة سبأ وأصحاب الأخدود وأمرحاصورا وأصحاب الكهف وأصحاب الفيل ومدينة أنطاكية وأمر تبع.
وقال إسحاق بن بشر: أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال كان أمر عزير وبختنصر في الفترة.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بابن مريم لأنا، إنه ليس بيني وبينه نبي".
وقال وهب بن منبه: كان فيما بين سليمان وعيسى عليهما السلام.
وقدروى ابن عساكر عن أنس بن مالك وعطاء بن السائب أن عزيراً كان في زمن موسىبن عمران، وأنه استأذن عليه فلم يأذن له، يعني لما كان من سؤاله عن القدروأنه انصرف وهو يقول: مائة موتة أهون من ذل ساعة.
وفي معنى قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة قول بعض الشعراء:
قد يصبر الحر على السيف *** ويأنف الصبر على الحيف
ويؤثر الموت على حالة *** يعجز فيها عن قرى الضيف
فأماما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري وغيرهم،من أنه سأل عن القدر فمحى اسمه من ذكر الأنبياء، فهو منكر وفي صحته نظر،وكأنه مأخوذ عن الإسرائيليات.
وقد روى عبد الرزاق وقتيبة بن سعيد، عنجعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني، عن نوف البكالي قال: قال عزير فيمايناجي ربه: يا رب تخلق خلقاً فتضل من تشاء وتهدي من تشاء؟ فقيل له: أعرضعن هذا. فعاد فقيل له: لتعرضن عن هذا أو لأمحون اسمك من الأنبياء، إني لاأسال عما أفعل وهم يسألون، وهذا ما يقتضي وقوع ما توعد عليه لو عاد فمامُحي.
وقد روى الجماعة سوى الترمذي من حديث يونس بن يزيد، عن سعيد وأبيسلمة، عن أبي هريرة. وكذلك رواه شعيب عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبيهريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزل نبي من الأنبياء تحتشجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر بها فأحرقت بالنارفأوحى الله إليه: فهلاّ نملة واحدة فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج، عن عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه أنه عزير، وكذا روي عن ابن عباس والحسن البصريأنه عزير، فالله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:29 pm


20: قصة ابراهيم والنمرود
سلسلة القصص القرآنى   21
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة - الآية258
قال الله تعالى:
{أَلَمْتَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُالْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُقَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَيَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
القصة:
مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد أن ينازع الله العظيم الجليل في العظمة ورداء الكبرياء فادعى الربوبية، وهوَ أحدُ العبيد الضعفاء
يذكرتعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسهالربوبية، فأبطل الخليل عليه دليله، وبين كثرة جهله، وقلة عقله، وألجمهالحجة، وأوضح له طريق المحجة.
قال المفسرون وغيرهم من علماء النسبوالأخبار، وهذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سامبن نوح قال مجاهد. وقال غيره: نمرود بن فالح بن عابر بن صالح بن أرفخشذ بنسام بن نوح.
قال مجاهد وغيره: وكان أحد ملوك الدنيا، فإنه قد ملكالدنيا فيما ذكروا أربعة: مؤمنان وكافران. فالمؤمنان: ذو القرنين وسليمان.والكافران: النمرود وبختنصّر.
وذكروا أن نمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة، وكان طغا وبغا، وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا.
ولمادعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلالوطول الآمال على إنكار الصانع، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسهالربوبية. فلما قال الخليل: (ربي الذي يحي ويميت قال: أنا أحي وأميت).
قالقتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق: يعني أنه إذا آتى بالرجلين قد تحتمقتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأماتالآخر.
وهذا ليس بمعارضة للخليل، بل هو كلام خارجي عن مقام المناظرة،ليس بمنع ولا بمعارضة، بل هو تشغيب محض، وهو انقطاع في الحقيقة، فإنالخليل استدل على وجود الصانع بحدوث هذه المشاهدات من إحياء الحيواناتوموتها، (هذا دليل) على وجود فاعل. (و) ذلك، الذي لا بد من استنادها إلىوجوده ضرورة عدم قيامها بنفسها، ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة منخلقها وتسخيرها وتسيير هذه الكواكب والرياح والسحاب والمطر وخلق هذهالحيوانات التي توجد مشاهدة، ثم إماتتها ولهذا قَالَ إِبْرَاهِيمُ:{رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}.
فقولهذا الملك الجاهل (أنا أحيي وأميت) إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات فقدكابر وعاند، وإن عنى ما ذكره قتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق فلم يقلشيئاً يتعلق بكلام الخليل إذ لم يمنع مقدمة ولا عارض الدليل.
ولما كانانقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم، ذكردليلاً آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادّعاه النمرود وانقطاعه جهرة:قَال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِبِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ} أيهذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها.وهو الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء. فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحيوتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاءولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء، فإن كنت كما تزعمفافعل هذا، فإن لم تفعله فلست كما زعمت، وأنت تعلم وكل أحد، أنك لا تقدرعلى شيء من هذا بل أنت أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنتصر منها.
فبينضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه،ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت. ولهذا قال: {فَبُهِتَالَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
وقدذكر السُّدِّي: أن هذه المناظرة كانت بين إبراهيم وبين النمرود، يوم خرجمن النار، ولم يكن اجتمع به يومئذ، فكانت بينهما هذه المناظرة.
وقد روىعبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم: أن النمرود كان عنده طعام، وكان الناسيفدون إليه للميرة، فوفد إبراهيم في جملة من وفد للميرة ولم يكن اجتمع بهإلا يومئذ، فكان بينهما هذه المناظرة، ولم يعط إبراهيم من الطعام كما أعطىالناس، بل خرج وليس معه شيء من الطعام.
فلما قرب من أهله عمد إلى كثيبمن التراب فملأ منه عدليه وقال: اشغل أهلي إذا قدمت عليهم، فلما قدم: وضعرحاله وجاء فاتكأ فنام، فقامت امرأته سارة إلى العدلين فوجدتهما ملآنينطعاماً طيباً، فعملت منه طعاماً. فلما استيقظ إبراهيم وجد الذي قد أصلحوه؛فقال: أنى لكم هذا؟ قالت: من الذي جئت به. فعرف أنه رِزْقٌ رَزقَهُموهالله عز وجل.
قال زيد بن أسلم: وبعث الله إلى ذلك الملك الجبّار ملكاًيأمره بالإيمان بالله فأبى عليه. ثم دعاه الثانية فأبى عليه. ثم دعاهالثالثة فأبى عليه. وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي.
فجمع النمرود جيشهوجنوده، وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذباباً من البعوض، بحيث لم يرواعين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماًباديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منْخَر الملكِ فمكثت في منخره أربعمائة سنة،عذبه الله تعالى بها فكان يُضْرَبُ رأسُه بالمرِازب في هذه المدة كلها حتىأهلكه الله عز وجل بها.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:31 pm


21: قصة لقمان
سلسلة القصص القرآنى   24
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورةلقمان الآيات 12-19.
قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْيَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَغَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌوَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًاعَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَإِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَلَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَامَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّمَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّإِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِيصَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْبِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِوَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّمُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّأَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ))
القصة:
هو لقمان بن عنقاء بن سدون ويقال لقمان بن ثاران حكاه السهيلي عن ابن جرير والقتيبي .
قالالسهيلي : وكان نوبيا من أهل أيلة قلت وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة ،وحكمة عظيمة ويقال : كان قاضيا في زمن داود عليه السلام فالله أعلم .
وقالسفيان الثوري عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان عبدا حبشيا نجاراوقال قتادة : عن عبد الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد الله : ما انتهىإليكم في شأن لقمان قال كان قصيرا أفطس من النوبة .
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال : كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة.
وقالالأوزاعي : حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيبيسأله فقال له سعيد : لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من أخير الناسثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذامشافر .
وقال الأعمش عن مجاهد كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين مشققالقدمين وفي رواية مصفح القدمين وقال : عمر بن قيس كان عبدا أسود غليظالشفتين مصفح القدمين فأتاه رجل وهو في مجلس أناس يحدثهم فقال له : ألستالذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا ؟
قال : نعم ,قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الحديث
، والصمت عما لا يعنيني رواه ابن جرير عن ابن حميد عن الحكم عنه به .
وقالابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمنبن أبي يزيد بن جابر قال : إن الله رفع لقمان الحكيم لحكمته فرآه رجل كانيعرفه قبل ذلك فقال : ألست عبد بن فلان الذي كنت ترعى غنمي بالأمس قال :بلى قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديثوترك ما لا يعنيني .
وقال ابن وهب أخبرني عبد الله بن عياش القتباني عنعمر مولى غفرة قال : وقف رجل على لقمان الحكيم فقال : أنت لقمان أنت عبدبني الحسحاس قال : نعم قال : فأنت راعي الغنم الأسود قال : أما سواديفظاهر فما الذي يعجبك من امرئ قال : وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهمبقولك قال : يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك قال : ما هو ؟ قاللقمان : غضي بصري ، وكفي لساني ، وعفة مطمعي وحفظي فرجي وقيامي بعدتيووفائي بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري وتركي ما لا يعنيني فذاك الذي صيرنيكما ترى.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا عمرو بنواقد عن عبدة بن رباح عن ربيعة عن أبي الدرداء أنه قال يوما ، وذكر لقمانالحكيم فقال :
ما أوتي عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ، ولكنه كانرجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحديبزق ، ولا يتنحنح ، ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ، ولا يعبث ، ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه أحد وكان قدتزوج وولد له أولاد ، فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ، ويأتيالحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتي ما أوتي ومنهم من زعم أنه عرضتعليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه وفيهذا نظر والله أعلم وهذا مروي عن قتادة كما سنذكره وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق وكيع عن إسرائيل عن جابر الجعفي عن عكرمة أنه قال : كانلقمان نبيا وهذا ضعيف لحال الجعفي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:34 pm

والمشهورعن الجمهور أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى فيالقرآن فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه، وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال(( يَا بُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) فنهاه عنه وحذره منه.
وقدقال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنعبد الله قال لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلكعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانهبظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه ليس بذاك ألم تسمع إلىقول لقمان ؟ " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ورواه مسلم منحديث سليمان بن مهران الأعمش به ثم اعترض تعالى بالوصية بالوالدين وبيانحقهما على الولد وتأكده وأمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين ولكن لايطاعان على الدخول في دينهما إلى أن قال مخبرا عن لقمان فيما وعظ به ولده
((يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِيصَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ))
ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان كما قال تعالى
((إِنَّاللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وقال تعالى وَنَضَعُالْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌشَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَاوَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))
وأخبرهأن هذا الظلم لو كان في الحقارة كالخردلة ولو كان في جوف صخرة صماء لا بابلها ، ولا كوة أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أو السماوات فياتساعهما وامتداد أرجائهما لعلم الله مكانها
((إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌخَبِيرٌ)) أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما تراءى للنواظر أو توارىكما قال تعالى(( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَاحَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِيكِتَابٍ مُبِينٍ وقال وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِإِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وقال عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُمِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُمِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ))
وقد زعمالسدي في خبره عن الصحابة أن المراد بهذه الصخرة الصخرة التي تحت الأرضينالسبع وهكذا حكي عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري والمنهال بن عمرووغيرهم وفي صحة هذا القول من أصله نظر ثم في أن هذا هو المراد نظر آخر فإنهذه الآية نكرة غير معرفة فلو كان المراد بها ما قالوه لقال : فتكن فيالصخرة وإنما المراد فتكن في صخرة أي صخرة كانت كما قال الإمام أحمد حدثناحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدريعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليسلها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان ثم قال(( يَا بُنَيَّأَقِمِ الصَّلَاةَ)) أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعهاوسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها ثم قال((وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) أي بجهدك وطاقتك أيإن استطعت باليد فباليد وإلا فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك ثم أمره بالصبرفقال وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عنالمنكر في مظنة أن يعادى وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر علىذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله ((إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ)) التي لا بد منها ولا محيد عنها وقوله ((وَلَا تُصَعِّرْخَدَّكَ لِلنَّاسِ)) قال ابنعباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ويزيد بن الأصم وأبو الجوزاءوغير واحد : معناه لا تتكبر على الناس وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لكعلى وجه التكبر عليهم والازدراء لهم قال أهل اللغة : وأصل الصعر داء يأخذهالإبل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذاكلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم.
وقوله(( وَلَا تَمْشِ فِيالْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))ينهاه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس كما قالتعالى(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَالْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)) يعني: لست بسرعة مشيك تقطع البلاد في مشيتك هذه ، ولست بدقك الأرض برجلك تخرقالأرض بوطئك عليها ولست بتشامخك وتعاظمك وترفعك تبلغ الجبال طولا فاتئدعلى نفسك فلست تعدو قدرك .
وقد ثبت في الحديث بينما رجل يمشي في برديهيتبختر فيهما إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وفيالحديث الآخر إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة والمخيلة لا يحبها الله.
كما قال في هذه الآية(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍفَخُورٍ)) ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه فإنه لابد لهأن يمشي فنهاه عن الشر ، وأمره بالخير فقال(( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)) أيلا تبتاطأ مفرطا ولا تسرع إسراعا مفرطا ولكن بين ذلك قواما كما قال تعالى((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)) ثم قال(( وَاغْضُضْمِنْ صَوْتِكَ)) يعني : إذا تكلمت لا تتكلف رفع صوتك ، فإن أرفع الأصوات ، وأنكرها صوت الحمير.
وقدثبت في الصحيحين الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأتشيطانا ولهذا نهي عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاسفيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه كما ثبت به الحديث من صنيع رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فأما رفع الصوت بالأذان وعند الدعاء إلى الفئة للقتالوعند الإهلال ونحو ذلك فذلك مشروع فهذا مما قصه الله تعالى عن لقمان عليهالسلام في القرآن من الحكم ، والمواعظ ، والوصايا النافعة الجامعة للخيرالمانعة من الشر وقد وردت آثار كثيرة في أخباره ومواعظه ، وقد كان له كتابيؤثر عنه يسمى بحكمة لقمان ونحن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء الله تعالى.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:38 pm

قال الإمام أحمد :
حدثناعلي بن إسحاق أنبأنا ابن المبارك أنبأنا سفيان أخبرني نهشل بن مجمع الضبيعن قزعة عن ابن عمر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لقمانالحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وقال ابن أبي حاتم : حدثناأبو سعيد الأشج حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن موسى بن سليمان عنالقاسم بن مخيمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لقمان لابنهوهو يعظه يا بني إياك والتقنع فإنه مخوفة بالليل مذلة بالنهار . .
وقالأيضا : حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ضمرة حدثنا السري بن يحيى قاللقمان لابنه : يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك وحدثنا أبيحدثنا عبدة بن سليمان أنبأنا ابن المبارك أنبأنا عبد الرحمن المسعودي عنعون بن عبد الله قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أتيت نادي قوم فارمهمبسهم الإسلام - يعني السلام - ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قدنطقوا ، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم وإن أفاضوا في غير ذلكفتحول عنهم إلى غيرهم وحدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ضمرة عن حفصبن عمر قال : وضع لقمان جرابا من خردل إلى جانبه وجعل يعظ ابنه وعظة ويخرجخردلة حتى نفد الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطرقال : فتفطر ابنه.
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا يحيى بن عبدالباقي المصيصي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني حدثنا عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي حدثنا أبين بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بنأبي رباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذواالسودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشي وبلالالمؤذن قال الطبراني : يعني الحبشي ، وهذا حديث غريب منكر.
وقد ذكر لهالإمام أحمد ترجمة في كتاب الزهد ذكر فيها فوائد مهمة وفرائد جمة فقال :حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَالْحِكْمَةَ قال : الفقه والإصابة في غير نبوة وكذا روي عن وهب بن منبه
وحدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان لقمان عبدا حبشيا.
وحدثنا أسود حدثنا حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن لقمان كان خياطا.
وحدثناسيار حدثنا جعفر حدثنا مالك يعني ابن دينار قال : قال لقمان لابنه : يابني اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.....
22:قصة السامرى والعجل
سلسلة القصص القرآنى   22
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الأعراف الآيات148- 154 .
قال الله تعالى:
{وَاتَّخَذَقَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُخُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْسَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِيأَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْيَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ،وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَاخَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَىالأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، قَالَ ابنأُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاتُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِيرَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواالْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ، وَالَّذِينَ عَمِلُواالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْبَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُأَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْلِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}.

وقال تعالى: في سورة طه الآيات83-98 .
{وَمَاأَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى، قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِيوَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى، قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّاقَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ، فَرَجَعَ مُوسَىإِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْرَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْأَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْمَوْعِدِي، قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّاحُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَأَلْقَى السَّامِرِيُّ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌفَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ، أَفَلا يَرَوْنَأَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلانَفْعاً، وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَافُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَانُ فَاتَّبِعُونِيوَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىيَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى،قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْرَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي، قَالَيَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْتَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي، قَالَفَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِفَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْتَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْإِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً، إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُالَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}.
قصة عبادتهم العجل في غيبة كليم الله ( سيدنا موسى عليه السلام ) عنهم:
يذكرتعالى ما كان من أمر بني إسرائيل، حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربهفمكث على الطور يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهوتعالى يجيبه عنها.
فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري، فأخذ ما كانوااستعاروه من الحلي، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب، كان أخذهامن أثر فرس جبريل، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيهخار كما يخور العجل الحقيقي. ويقال إنه استحال عجلاً جسداً أي لحماً ودماًحياً يخور، قال قتادة وغيره. وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت منفمه فيخور كمن تخور البقرة، فيرقصون حوله ويفرحون.
{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}. أي فنسي موسى ربه عندنا، وذهب يتطلبه وهو هاهنا! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وتقدست أسماؤه وصفاته، وتضاعفت آلاؤه وهباته.
قالالله تعالى مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه، وما عولوا عليه من إلهية هذا الذيقصاراه أن يكون حيواناً بهيماً أو شيطاناً رجيماً: {أَفَلا يَرَوْنَأَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلانَفْعاً}. وقال: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلايَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ}.
فذكرأن هذا الحيوان لا يتكلم ولا يرد جواباً، ولا يملك ضراً ولا نفعاً، ولايهدي إلى رشد، اتخذوه وهم ظالمون لأنفسهم، عالمون في أنفسهم بطلان ما همعليه من الجهل والضلال.
{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}. أي ندمواعلى ما صنعوا {وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْيَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ}.
ولمارجع موسى عليه السلام إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل، ومعهالألواح المتضمنة التوراة، ألقاها، فيقال إنه كسرها. وهكذا هو عند أهلالكتاب، وإن الله أبدله غيرها، وليس في اللفظ القرآني ما يدل على ذلك، إلاأنه ألقاها حين عاين ما عاين.
وعند أهل الكتاب: أنهما كانا لوحين،وظاهر القرآن أنها ألواح متعددة. ولم يتأثر بمجرد الخبر من الله تعالى عنعبادة العجل، فأمره بمعاينة ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:45 pm

ولهذاجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان عن ابن عباس قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : "ليس الخبر كالمعاينة". ثم أقبل عليهم فعنفهمووبخهم وهجنهم في صنيعهم هذا القبيح فاعتذروا إليه، بما ليس بصحيح، قالواإنا {حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَافَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}. تحرجوامن تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب، وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم، ولميتحرجوا بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم من عبادة العجل الجسد الذي له خوار، معالواحد الأحد الفرد الصمد القهار!.
ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلامقائلاً له {يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّتَتَّبِعَنِي}. أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا،فقال: {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ}. أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم.
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. وقد كان هارون عليه السلام نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي، وزجرهم عنه أتم الزجر.
قال الله تعالى:
{وَلَقَدْقَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ}.أي إنما قدر الله أمر هذا العجل وجعله يخور فتنة واختباراً لكم، {وَإِنَّرَبَّكُمْ الرَّحْمَانُ}. أي لا هذا {فَاتَّبِعُونِي}. أي فيما أقول لكم{وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىيَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}. يشهد الله لهارون عليه السلام {وَكَفَىبِاللَّهِ شَهِيداً}. أنه نهاهم وزجرهم عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه.
ثمأقبل موسى على السامري {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}. أي ما حملكعلى ما صنعت {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ}. أي رأيتجبرائيل وهو راكب فرساً {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ}. أيمن أثر فرس جبريل. وقد ذكر بعضهم أنه رآه، وكلما وطئت بحوافرها على موضعاخضّر وأعشب، فأخذ من أثر حافرها، فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع منالذهب كان من أمره ما كان. ولهذا قال: {فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْتَقُولَ لا مِسَاسَ}. وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحداً، معاقبة له على مسهما لم يكن له مسه، هذا معاقبة له في الدنيا، ثم توعده في الأخرى فقال:{وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ} - وقرئ {لَنْ تُخْلَفَهُ}{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاًلَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً}. قال:فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه قيل بالنار، كما قاله قتادةوغيره. وقيل بالمبارد، كما قاله عليّ وابن عباس وغيرهما، وهو نص أهلالكتاب، ثم ذراه في البحر، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من عابديهعلق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه، وقيل بل اصفرت ألوانهم.
ثمقال تعالى إخباراً عن موسى أنه قال لهم: {إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُالَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}.
وقالتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْرَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِيالْمُفْتَرِينَ}
وهكذا وقع. وقد قال بعض السلف: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} مسجلة لكل صاحب بدعة إلى يوم القيامة!
ثمأخبر تعالى عن حلمه ورحمته بخلقه، وإحسانه على عبيده في قبوله توبة من تابإليه، بتوبته عليه، فقال: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّتَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌرَحِيمٌ}.
لكن لم يقبل الله توبة عابدي العجل إلا بالقتل، كما قالتعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْأَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْفَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْفَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}فيقال إنهم أصبحوا يوماً وقد أخذ من لم يعبد العجل في أيديهم السيوف،وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه، ثممالوا على عابديه فقتلوهم وحصدوهم فيقال إنهم قتلوا في صبيحة واحدة سبعينألفاً!
ثم قال تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَالأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْلِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}. استدل بعضهم بقوله: {وَفِي نُسْخَتِهَا}. على أنها تكسرت، وفي هذا الاستدلال نظر، وليس في اللفظ ما يدل على أنها تكسرت، والله أعلم.
ذكرابن عباس في حديث الفتون كما سيأتي: أن عبادتهم ... على أثر خروجهم منالبحر. وما هو ببعيد، لأنهم حين خرجوا {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَاإِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}. وهكذاعند أهل الكتاب، فإن عبادتهم العجل كانت قبل مجيئهم بلاد بيت المقدس. وذلكأنهم لما أمروا بقتل من عبد العجل، قتلوا في أول يوم ثلاثة آلاف، ثم ذهبموسى يستغفر لهم، فغفر لهم بشرط أن يدخلوا الأرض المقدسة.
{وَاخْتَارَمُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْالرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُوَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَإِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُأَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُالْغَافِرِينَ، وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْأَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَايُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِيَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّلَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُعَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْفَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَالَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.
ذكر السديوابن عباس وغيرهما أن هؤلاء السبعين كانوا علماء بني إسرائيل، ومعهم موسىوهارون ويوشع وناذاب وأبيهو، ذهبوا مع موسى عليه السلام ليعتذروا عن بنيإسرائيل في عبادة من عبد منهم العجل. وكانوا قد أمروا أن يتطيبوا ويتطهرواويغتسلوا، فلما ذهبوا معه واقتربوا من الجبل وعليه الغمام وعمود النورساطع صعد موسى الجبل.

وللموضوع بقية إن كان في العمر بقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم كمال




ذكر عدد مشاركاتى : 48
نقاطى : 96
تاريخ انضمامى : 07/10/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 7:36 pm

سلسلة القصص القرآنى   888888l
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 7:59 pm

فذكربنو إسرائيل أنهم سمعوا كلام الله. وهذا قد وافقهم عليه طائفة منالمفسرين، وحملوا عليه قوله تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْيَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَاعَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وليس هذا بلازم، لقوله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}. أي مبلغاً، وهكذا هؤلاء سمعوه مبلغاً من موسى عليه السلام.
وزعمواأيضاً أن السبعين رأوا الله، وهذا غلط منهم، لأنهم لما سألوا الرؤيةأخذتهم الرجفة، كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَلَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُوَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. وقال هاهنا {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُقَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}.
قالمحمد بن إسحاق: اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلاً: الخير فالخير،وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه بما صنعتم وسلوه التوبة على ما تركتموراءكم من قومكم، صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم.
فخرج بهم إلى طور سيناء، لميقات وقَّته له ربه، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم. فطلب منه السبعون أن يسمعوا كلام الله، فقال: أفعل.
فلمادنا موسى من الجبل، وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله، ودنا موسىفدخل في الغمام، وقال للقوم: ادنوا. وكان موسى إذا كلمه الله، وقع علىجبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه. فضرب دونه الحجاب،ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجوداً، فسمعوه وهو يكلم موسى،يأمره وينهاه: افعل ولا تفعل. فلما فرغ الله من أمره وانكشف عن موسىالغمام أقبل إليهم فقالوا: {يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَىاللَّهَ جَهْرَةً}. فأخذتهم الرجفة، وهي الصاعقة فأتلفت أرواحهم فماتواجميعاً. فقام موسى يناشد ربه ويدعوه، ويرغب إليه ويقول: {رَبِّ لَوْشِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَالسُّفَهَاءُ مِنَّا} أي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء الذين عبدوا العجل منا فإنا براء مما عملوا.
وقالابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج: إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم ينهواقومهم عن عبادة العجل. وقوله: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ}. أي اختباركوابتلاؤك وامتحانك. قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بنأنس، وغير واحد من علماء السلف والخلف، يعني أنت الذي قدّرت هذا، وخلقت ماكان من أمر العجل اختباراً تختبرهم به كما: {قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْقَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ}. أي اختبرتم.
ولهذا قال: {تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}. أي من شئت أظللته باختبارك إياه، ومن شئت هديته، لك الحكم والمشيئة ولا مانع ولا راد لما حكمت وقضيت.
{أَنْتَوَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ،وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّاهُدْنَا إِلَيْكَ}. أي تبنا إليك ورجعنا وأنبنا. قاله ابن عباس ومجاهدوسعيد بن جبير وأبو العالية وإبراهيم التيمي والضحاك والسدي وقتادة وغيرواحد. وهو كذلك في اللغة. {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. أي أنا أعذب من شئت بما أشاء من الأمور التي أخلقها وأقدرها.
{وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليهوسلم أنه قال: "إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض كتب كتاباً فهوموضوع عنده فوق العرش: "إن رحمتي تغلب غضبي" {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَايُؤْمِنُونَ}. أي فسأوجبها حتماً لمن يتصف بهذه الصفات: {الَّذِينَيَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} الآية.
وهذافيه تنويه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من الله لموسى عليه السلام،في جملة ما ناجاه به وأعلمه وأطلعه عليه. وقد تكلمنا على هذه الآية ومابعدها في التفسير بما فيه كفاية ومقنع، ولله الحمد والمنة.
وقال قتادة:قال موسى: يا رب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرونبالمعروف وينهون عن المنكر، رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق، السابقون في دخول الجنة، رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال:رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرأونها، وكان من قبلهميقرأون كتابهم نظراً، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئاً ولم يعرفوه، وإنالله أعطاهم من الحفظ شيئاً لم يعطه أحداً من الأمم، قال: رب اجعلهم أمتي،قال: تلك أمة أحمد.
قال: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتابالأول وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب،فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال: رب إني أجد في الألواح أمةصدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها. وكان من قبلهم من الأمم إذاتصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها ناراً فأكلتها، وإن ردت عليه تركتفتأكلها السباع والطير، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، قال: ربفاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال: رب فإني أجد في الألواح أمة إذاهَمَّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف.قال: رب اجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد.
قال قتادة: فذكر لنا أن موسى عليه السلام نبذ الألواح، وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد.
وقدذكر كثير من الناس ما كان من مناجاة موسى عليه السلام، وأوردوا أشياءكثيرة لا أصل لها ونحن نذكر ما تيسر ذكره من الأحاديث والآثار بعون اللهوتوفيقه، وحسن هدايته ومعونته وتأييده.
قال الحافظ أبو حاتم محمد بنحاتم بن حبان في صحيحه: "ذكر سؤال كليم الله ربه عز وجل عن أدنى أهل الجنةوأرفعهم منزلة": أخبرنا عمر بن سعيد الطائي ببلخ، حدثنا حامد بن يحيىالبلخي، حدثنا سفيان، حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن أبجر شيخانصالحان، قالا: سمعنا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبرعن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل: أيأهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقالله: أدخل الجنة، فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذواإخاذاتهم؟ فيقال له: ترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوكالدنيا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقال: لك هذا ومثله معه، فيقول: أي رب رضيت؛فيقال له: لك مع هذا ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. وسأل ربه: "أي أهل الجنةأرفع منزلة؟ قال: سأحدثك عنهم، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلا عينرأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:04 pm

ومصداقذلك في كتاب الله عز وجل: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْقُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وهكذارواه مسلم والترمذي كلاهما عن ابن أبي عمر، عن سفيان وهو ابن عيينه به.ولفظ مسلم: "فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟فيقال رضيت رب. فيقال له: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فيقول فيالخامسة: رضيت رب. فيقال: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذتعينك، فيقول: رضيت رب "قال رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرسكرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر".
قال: ومصداقه من كتاب الله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقال الترمذي حسن صحيح: قال: ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيره فلم يرفعه، والمرفوع أصح.
وقالابن حبان: "ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع" : حدثنا عبد الله بن محمد بنمسلم ببيت المقدس، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو بنالحارث، أن أبا السمح حدثه عن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال: "سأل موسى ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة،والسابعة لم يكن موسى يحبها: قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكرولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى. قال: فأي عبادكأحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال:عالم لا يشبع من العلم. يجمع علم الناس إلى علمه. قال: فأي عبادك أعزّ؟قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى.قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص".
وقال رسول الله صلى الله عليهوسلم : "ليس الغنى عن ظهر، إنما الغنى غنى النفس، وإذا أراد الله بعبدخيراً جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شراً جعل فقرهبين عينيه.
قال ابن حبان: قوله "صاحب منقوص" يريد به منقوص حالته، يستقل ما أوتي ويطلب الفضل.
وقدرواه ابن جرير في تاريخه عن ابن حميد، عن يعقوب التميمي، عن هارون بنهبيرة، عن أبيه، عن ابن عباس قال: سأل موسى ربه عز وجل فذكر نحوه. وفيه"قال: أي رب فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أنيجد كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال: أي رب فهل في الأرض أحد أعلممني؟ قال: نعم الخضر فسأل السبيل إلى لقيه، فكان ما سنذكره بعد إن شاءالله، وبه الثقة.
ذكر حديث آخر بمعنى ما ذكره ابن حبان
قال الإمامأحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عنأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن موسى قال: أيرب عبدك المؤمن مقتر عليه في الدنيا! قال: ففتح له باب من الجنة فنظرإليها، قال: يا موسى هذا ما أعددت له. فقال: يا رب وعزتك وجلالك لو كانمقطَّع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة،وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط. قال: ثم قال: أي رب، عبدك الكافر موسععليه في الدنيا، قال: ففتح له باب إلى النار فقال: يا موسى هذا ما أعددتله. فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلىيوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيراً قط".
تفرد به أحمد من هذا الوجه، وفي صحته نظر. والله أعلم.
وقالابن حبان: "ذكر سؤال كليم الله ربه جل وعلا أن يعلمه شيئاً يذكره به" :حدثنا ابن سلمة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بنالحارث أن درَّاجاً حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئاً أذكرك به وأدعوك به.قال: قل يا موسى لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقول هذا، قال: قللا إله إلا الله، قال: إنما أريد شيئاً تخصني به. قال: يا موسى لو أن أهلالسماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهملا إله إلا الله".
ويشهد لهذا الحديث حديث البطاقة، وأقرب شيء إلىمعناه الحديث المروي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضلالدعاء دعاء عرفة. وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللهوحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
وقال ابنأبي حاتم: عند تفسير آية الكرسي: حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية، حدثناأحمد بن عبد الرحمن الدسكي، حدثني أبي عن أبيه، حدثنا أشعث بن إسحاق، عنجعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن بني إسرائيل قالوالموسى: هل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله! فناداه ربه عز وجل: يا موسى هل ينامربك، فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل، ففعل موسى. فلما ذهب من الليل ثلثهنعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما، حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطتالزجاجتان فانكسرتا، فقال: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات والأرضفهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك قال: وأنزل الله على رسوله آية الكرسي.
وقالابن جرير: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا هشام بن يوسف، عن أمية بنشبل عن الحكم بن أُبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال: "وقع في نفسموسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكاً فأَرقَّهثلاثاً، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما. قال:فجعل ينام وكادت يداه تلتقيان، فيسقط فيحبس إحداهما على الأخرى، حتى نامنومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان، قال: ضرب الله له مثلاً: أن لو كانينام لم تستمسك السماء والأرض".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:13 pm

ويعيدالأموات ويجمع العظام الرفات، وأعلم أن الله لا شريك له في خلقه ولا فيملكه ولا إله غيره، ثم أرشده إلى ما كان الأولى به أن يسلكه عند دخول جنتهفقال:
(( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه))ولهذا يستحب لكل من أعجبه شيء من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك.
وقدورد فيه حديث مرفوع، في صحته نظر؛ قال أبو يعلى الموصلي: حدثنا جراح بنمخلد حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عيسى بن عون حدثنا عبد الملك بن زرارة، عنأنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنعم الله على عبد نعمة؛ من أهل أو مال أو ولد فيقول( ما شاء الله لا قوة إلا بالله))
فيرىفيه آفة دون الموت وكان يتأول هذه الآية: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَجَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس، لا يصح.
ثم قال المؤمن للكافر:
((فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ))
أي؛ في الدار الآخرة ((وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ ))
قالابن عباس والضحاك وقتادة: أي؛ عذابا من السماء. والظاهر أنه المطر المزعجالباهر، الذي يقتلع زروعها وأشجارها ((فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)) وهوالتراب الأملس الذي لا نبات فيه ((أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا)) وهوضد المعين السارح ((فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا))
يعني، فلا تقدر على استرجاعه. قال الله تعالى:
(( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ))
أي؛جاءه أمر أحاط بجميع حواصله وخرب جنته ودمرها(( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُكَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ))أي؛ خربت بالكلية،
فلا عودة لها، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال:
(( مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ))وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم، فهو يقول:
(( يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)) قال الله تعالى:
(( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ))
هُنَالِكَ أي؛ لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك، كما قال تعالى:
(( فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر))ٍ و قوله :
(( الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ))
ومنهم من يبتدىء بقوله:
(( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ))وهو حسن أيضا، كقوله:
(( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ))
فالحكم الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب -في تلك الحال وفي كل حال- لله الحق. ومنهم من رفع الحق جعله صفة ل الولاية وهما متلازمتان.
وقوله:
(( هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ))
أي؛ معاملته خير لصاحبها ثوابا، وهو الجزاء، وخير عقبا؛ وهو العاقبة في الدنيا والآخرة.
وهذهالقصة تضمنت أنه لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها،ولا يثق بها، بل يجعل طاعة الله والتوكل عليه في كل حال نصب عينيه، وليكنبما في يد الله أوثق منه بما في يده. وفيها، أن من قدم شيئا على طاعة اللهوالإنفاق في سبيله، عذب به، وربما سلب منه؛ معاملة له بنقيض قصده. وفيها،أن الواجب قبول نصيحة الأخ المشفق، وأن مخالفته وبال ودمار على من ردالنصيحة الصحيحة. وفيها، أن الندامه لا تنفع إذا حان القدر، ونفذ الأمرالحتم. بالله المستعان وعليه التكلان.
24:قصة سيدنا يوسف وإمرأة العزيز
سلسلة القصص القرآنى   23
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة يوسف
قال تعالى :
{إِذْقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَكَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ، قَالَيَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَكَيْداً إِنَّ الشّيْطان لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَكَذَلِكَيَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّنِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىأَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌحَكِيمٌ}.
القصة:
كان ليعقوب من البنين اثنا عشر ولداً ذكراً ، وإليهم تنسب أسباط بني إسرائيل كلهم، وكان أشرفهم وأجلهم وأعظمهم يوسف عليه السلام.
وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لم يكن فيهم نبي غيره، وباقي اخوته لم يَوْحَ إليهم.
وظاهر ما ذكر من فعالهم ومقالهم في هذه القصة يدل على هذا القول.
ومناستدل على نبوتهم بقوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَإِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَوَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ} وزعمأن هؤلاء هم الأسباط، فليس استدلاله بقوى، لأن المراد بالأسباط شعوب بنيإسرائيل وما كان يوجد فيهم من الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي من السماءوالله أعلم.
ومما يؤيد أن يوسف عليه السلام هو المختص من بين اخوته بالرسالة والنبوة - أنه ما نص على واحد من اخوته سواه فدل على ما ذكرناه.
ويستأنسلهذا بما قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الصمد، حَدَّثَنا عبد الرحمن، عنعبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بنإبراهيم".
انفرد به البُخَاريّ. فرواه عن عبد الله بن محمد وعبدة عنعبد الصمد بن عبد الوارث به وقد ذكرنا طرقه في قصة إبراهيم بما أغنى عنإعادته هنا. ولله الحمد والمنة.
قال المفسرون وغيرهم: رأى يوسف عليهالسلام وهو صغير قبل أن يحتلم، كأن أحد عشر كوكباً، وهم إشارة إلى بقيةإخوته، والشمس والقمر وهما عبارة عن أبويه، قد سجدوا له فهاله ذلك.
فلمااستيقظ قصها على أبيه، فعرف أبوه أنه سينال منزلة عالية ورفعة عظيمة فيالدنيا والآخرة، بحيث يخضع له أبواه وأخوته فيها. فأمره بكتمانها وألايقصها على أخوته؛ كي لا يحسدوه ويبغوا له الغوائل ويكيدوه بأنواع الحيلوالمكر.
وهذا يدل على ما ذكرناه.
ولهذا جاء في بعض الآثار: "استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها فإن كل ذي نعمة محسود".
وعند أهل الكتاب أنه قصها على أبيه وأخوته معاً. وهو غلط منهم.
{وَكَذَلِكَيَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} أي وكما أراك هذه الرؤية العظيمة، فإذا كتمتها{يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} أي يخصك بأنواع اللطف والرحمة، {وَيُعَلِّمُكَ مِنْتَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} أي يفهمك من معاني الكلام وتعبير المنام ما لا يفهمه غيرك.
{وَيُتِمُّنِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي بالوحي إليك {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} أي بسببك،ويحصل لهم بك خير الدنيا والآخرة. {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَمِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} أي ينعم عليك ويحسن إليك بالنبوة،كما أعطاها أباك يعقوب، وجدك اسحاق، ووالد جدك إبراهيم الخليل، {إِنَّرَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}كما قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُيَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس أكرم؟ قال: "يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله".
وقدروى ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما، وأبو يعلى والبزار في مسنديهما،من حديث الحكم بن ظهير - وقد ضعفه الأئمة - على السُّدِّي عن عبد الرحمنبن سابط، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود يقالله: بستانة اليهودي، فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف أنهاساجدة له ما أسماءها؟ قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشيء،ونزل جبريل عليه السلام بأسمائها، قال: فبعث إليه رسول الله فقال: "هل أنتمؤمن إن أخبرتك بأسماءها؟" قال: نعم. فقال: هي جريان، والطارق، والذيال،وذو الكتفان، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفيلق، والمصبح، والضروح، وذوالفرع. والضياء، والنور".
فقال اليهودي: أي والله إنها لأسماؤها. وعند أبي يعلى فلما قصها على أبيه قال: هذا أمر مشتت يجمعه الله والشمس أبوه والقمر أمه.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:19 pm

قالتعالى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَاخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ، إِذْقَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُعُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْاطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْبَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوايُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُالسَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ}.
ينبه تعالى على ما في هذهالقصة من الآيات والحكم، والدلالات والمواعظ والبينات. ثم ذكر حسد إخوةيوسف له على محبة أبيه له ولأخيه - يعنون شقيقه لأمه بنيامين - أكثر منهم،وهم عصبة أي جماعة يقولون: فكنا نحن أحق بالمحبة من هذين {إِنَّ أَبَانَالَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي بتقديمه حبهما علينا.
ثماشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها ليخلو لهموجه أبيهم أي لتتمحض محبته لهم وتتوفر عليهم، وأضمروا التوبة بعد ذلك.
فلماتمالأوا على ذلك وتوافقوا عليه {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ} قال مجاهد: هوشمعون، وقال السُّدِّي: هو يهوذا، وقال قتادة ومُحَمْد بن إسحاق: هوأكبرهم روبيل: {لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّيَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} أي المارة من المسافرين {إِنْ كُنتُمْفَاعِلِينَ} ما تقولون لا محالة، فليكن هذا الذي أقول لكم، فهو أقرب حالاً من قتله أو نفيه وتغريبه.
فأجمعوارأيهم على هذا، فعند ذلك {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّاعَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداًيَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّيلَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُوَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُوَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ}. طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم يوسف، وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعى معهم وأن يلعب وينبسط، وقد أضمروا له ما الله به عليم.
فأجابهمالشيخ، عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم: يا بني يشق عليَّ أن أفارقهساعة من النهار، ومع هذا أخشى أن تشتغلوا في لعبكم وما أنتم فيه، فيأتيالذئب فيأكله، ولا يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه.
{قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ} أي لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا، أو اشتغلنا عنه حتى وقع هذا ونحن جماعة، إنا إذن لخاسرون، أي عاجزون هالكون.
وعندأهل الكتاب: أنه أرسله وراءهم يتبعهم، فضل عن الطريق حتى أرشده رجل إليهم.وهذا أيضاً من غلطهم وخطئهم في التعريب؛ فإن يعقوب عليه السلام كان أحرصعليه من أن يبعثه معهم، فكيف يبعثه وحده.‏

{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِوَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ،وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّاذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُالذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ،وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْأَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَاتَصِفُونَ}.
لم يزالوابأبيهم حتى بعثه معهم، فما كان إلا أن غابوا عن عينيه، فجعلوا يشتمونهويهينونه بالفعال والمقال، وأجمعوا على إلقائه في غيابت الجب، أي في قعرهعلى راعونته، وهي الصخرة التي تكون في وسطه يقف عليها المائح، وهو الذيينزل ليملي الدّلاء، إذا قلَّ الماء، والذي يرفعها بالحبل يسمّى الماتح.
فلمّاألقوه فيه أوحى الله إليه: أنه لا بدّ لك من فرجٍ ومخرج من هذه الشدة التيأنت فيها، ولتخبرن أخوتك بصنيعهم هذا، في حالٍ أنت فيها عزيز، وهم محتاجونإليك خائفون منك {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.قال مجاهد وقتادة: وهم لا يشعرونبإيحاء الله إليه ذلك. وعن ابن عبَّاس {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، أي لتخبرنهم بأمرهم هذا في حال لا يعرفونك فيها. رواه ابن جرير عنه.
فلماوضعوه فيه ورجعوا عنه أخذوا قميصه فلطّخوه بشيءْ من دمٍ ورجعوا إلى أبيهمعشاء وهم يبكون، أي على أخيهم. ولهذا قال بعض السلف: لا يغرّنك بكاءالمتظلم فربَّ ظالم وهو باك، وذكر بكاء إخوة يوسف، وقد جاءوا أباهم عشاءًيبكون، أي في ظلمه الليل ليكون أمشي لغدرهم لا لعذرهم.
{قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَمَتَاعِنَا} أي ثيابنا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} أي في غيبتنا عنه فياستباقنا، وقولهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّاصَادِقِينَ} أي وما أنت بمصدق لنا في الذي أخبرناك من أكل الذئب له، ولوكنّا غير متهمين عندك، فكيف وأنت تتهمنا في هذا؟ فإنك خشيت أن يأكلهالذئب، وضمّنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله، فصرنا غير مصدقين عندك فمعذورأنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه. {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍكَذِبٍ} أي مكذوب مفتعل، لأنهم عمدوا إلى سخلة ذبحوها فأخذوا من دمهافوضعوه على قميصه ليوهموه أنه أكله الذئب، قالوا: ونسوا أن يخرّقوه، وآفةالكذب النسيان. ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يَرُجْ صنيعهم على أبيهم،فإنه كان يفهم عداوتهم له، وحسدهم إياه على محبته له من بينهم أكثر منهم،لما كان يتوسّم فيه من الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره لما يريدالله أن يخصه به من نبوته. ولما راودوه عن أخذه، فبمجرد ما أخذوه أعدموهوغيبوه عن عينيه وجاؤوا وهم يتباكون، وعلى ما تملأوا يتواطؤن ولهذا {قَالَبَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُالْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
وعندأهل الكتاب: أن روبيل أشار بوضعه في الجب ليأخذه من حيث لا يشعرون، ويردهإلى أبيه، فغافلوه وباعوه لتلك القافلة. فلما جاء روبيل آخر النهار ليخرجيوسف لم يجده فصاح وشق ثيابه. وعمد أولئك إلى جَدْيٍ فذبحوه ولطّخوا مندمه جبةَ يوسف. فلّما علم يعقوب شقَ ثيابه ولبس مئزراً أسود، وحزن علىابنه أياماً كثيرة.
وهذه الركاكة جاءت من خطئهم في التعبير والتصوير.‏
{وَجَاءَتْسَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَايَعْمَلُونَ، وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوافِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ، وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَلامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُوَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُمِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُحُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
يخبر تعالى عنقصة يوسف حين وضع في الجب أنه جلس ينتظر فرج الله ولطفه به فجاءت سيّارة،أي مسافرون.قال أهل الكتاب كانت بضاعتهم من الفستق والصنوبر والبطم،قاصدين ديار مصر، من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر، فلماأدلى أحدُهم دلوه، تعلَّق فيه يوسف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:25 pm

فلمارآه ذلك الرجل: {قَالَ يَا بُشْرَى} أي يا بشارتي {هَذَا غُلامٌوَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} أي اوهموا انه معهم غلام من جملة متجرهم،{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}أي هو عالم بما تمالأ عليه اخوته وبما يُسِرُّهُ واجدوه، من انه بضاعةٌلهم، ومع هذا لا يغيّره تعالى، لماله في ذلك من الحكمة العظيمة، والقَدَرالسابق، والرحمة بأهل مصر، بما يجري الله على يدي هذا الغلام الذي يدخلهافي صورة أسير رقيق، ثم بعد هذا يملّكُه أزمة الأمورِ، وينفعهم الله به فيدنياهم وأخراهم بما لا يُحَدّ ولا يوصف.
ولما استشعر أخوة يوسف بأخذالسيارة له، لحقوهم وقالوا: هذا غلامنا أبق منا فاشتروه منهم بثمن بخس، أيقليل نزر، وقيل: هو الزَّيف {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْالزَّاهِدِينَ}.
قال ابنمسعود وابن عبَّاس ونوف البكالي والسُّدِّي وقتادة وعطية العوفي: باعوهبعشرين درهماً اقتسموها درهمين. وقال مجاهد: اثنان وعشرون درهماً. وقالعكرمة ومُحَمْد بن إسحاق: أربعون درهماً، فالله أعلم.
عزيز مصر:
{وَقَالَالَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} أيأحسني إليه {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} وهذا من لطف الله به ورحمته وإحسانه إليه بما يريد أن يؤهله له، ويعطيه من خيري الدنيا والآخرة.
قالوا:وكان الذي اشتراه من أهل مصر عزيزها، وهو الوزير بها الذي {تكون} الخزائنمسلمة إليه. قال ابن إسحاق: واسمه أطفير بن روحيب، قال: وكان ملك مصريومئذ الريان بن الوليد، رجل من العماليق، قال: واسم امرأة العزيز راعيلبنت رعاييل. وقال غيره: كان اسمها زليخا، والظاهر أنه لقبها. وقيل: "فكا"بنت ينوس، رواه الثعلبي عن ابن هشام الرفاعي.
وقال مُحَمْد بن إسحاق،عن مُحَمْد بن السائب، عن أبي الصالح، عن ابن عبَّاس: كان اسم الذي باعهبمصر، يعني الذي جلبه إليها مالك بن ذعر بن نويب بن عفقا بن مديان بنإبراهيم، فالله أعلم.
وقال ابن إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال:أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصر حين قال لامرأته اكرمي مثواه، والمرأة التيقالت لأبيها عن موسى {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْاسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
ثم قيل: اشتراه العزيز بعشرين ديناراً. وقيل: بوزنه مسكاً، ووزنه حريراً، ووزنه وَرِقاً. فالله أعلم.
وقوله:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} أي وكما قيضنا هذا العزيزوامرأته يحسنان إليه، ويعتنيان به مكنا له في أرض مصر {وَلِنُعَلِّمَهُمِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} أي فهمها. وتعبير الرؤيا من ذلك {وَاللَّهُغَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، أي إذا أراد شيئاً فإنه يقيض له أسباباً وأموراًلا يهتدي إليها العباد، ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ}.
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}فدل على أن هذا كله كان وهو قبل بلوغ الأشد، وهو حد الأربعين الذي يوحيالله فيه إلى عباده النبيين عليهم الصلاة والسلام من رب العالمين.
وقداختلفوا في مدة العمر الذي هو بلوغ الأشد، فقال مالك وربيعة وزيد بن أسلموالشَّعبي: هو الحلم، وقال سعيد بن جبير، ثماني عشرة سنة، وقال الضحاك:عشرون سنة، وقال عكرمة: خمس وعشرون سنة، وقال السُّدِّي: ثلاثون سنة. وقالابن عبَّاس ومجاهد وقتادة، ثلاث وثلاثون سنة، وقال الحسن أربعون سنة.ويشهد له قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَأَرْبَعِينَ سَنَةً}.‏
إمرأة العزيز:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَفِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَلَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لايُفْلِحُ الظَّالِمُونَ، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْرَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، وَاسْتَبَقَاالْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىالْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْيُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِيوَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍفَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْدُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُقُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّعَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِكُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ}.
يذكرتعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام عن نفسه، وطلبهامنه ما لا يليق بحاله ومقامه، وهي في غاية الجمال والمال والمنصب والشباب،وكيف غلقت الأبواب عليها وعليه، وتهيأت له، وتصنعت ولبست أحسن ثيابهاوأفخر لباسها، وهي مع هذا كله امرأة الوزير. قال ابن إسحاق: وبنت أختالملك الريان بن الوليد صاحب مصر.
وهذا كله مع أن يوسف عليه السلامشابً بديع الجمال والبهاء، إلا انه نبي من سلالة الأنبياء، فعصمه ربُّه عنالفحشاء. وحماه عن مكر النساء. فهو سيد السادة النجباء السبعة الأتقياء.المذكورين في "الصحيحين" عن خاتم الأنبياء. في قوله عليه الصلاة والسلاممن رب الأرض والسماء: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامعادل ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل معلق قلبه بالمسجد إذا خرجمنه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلتصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وشاب نشأ في عبادةالله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله".
والمقصودأنها دعته إليها وحرصت على ذلك أشد الحرص، فقال: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُرَبِّي}. يعني زوجها صاحب المنزل سيدي {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي احسن إليواكرم مقامي عنده {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} وقد تكلمنا علىقوله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَرَبِّهِ} بما فيه كفاية ومقنع في التفسير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:30 pm

وأكثر أقوال المفسرين ها هنا متلقى من كتب أهل الكتاب فالإعراض عنه أولى بنا.
والذييجب أن يعتقد أن الله تعالى عصمه وبرّأه ونزّهه عن الفاحشة وحماه عنهاوصانه منها. ولهذا قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.
{وَاسْتَبَقَاالْبَابَ} أي هرب منها طالباً الباب ليخرج منه فراراً منها فاتبعته فيأثره {وَأَلْفَيَا} أي وجدا {سَيِّدَهَا} أي زوجها {لَدَى الْبَابِ}،فبدرته بالكلام وحرّضته عليه {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَبِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. اتهمته وهيالمتهمة، وبرأت عرضها، ونزهت ساحتها، فلهذا قال يوسف عليه السلام: {هِيَرَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} احتاج إلى أن يقول الحق عند الحاجة.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}قيل: كان صغيراً في المهد قاله ابن عبَّاس. وروي عن أبي هريرة، وهلال بنيساف، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، والضحاك واختاره ابن جرير. وروى فيهحديثاً مرفوعاً عن ابن عبَّاس ووقفه غيره عنه.
وقيل: كان رجلاً قريباًإلى أطفير بعلها. وقيل قريباً إليها. وممن قال: إنه كان رجلاً: ابن عبَّاسوعكرمة ومجاهد والحسن وقتادة والسُّدِّي ومُحَمْد بن إسحاق وزيد بن أسلم.
فقال:{إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْالْكَاذِبِينَ}. أي لأنه يكون قد راودها فدافعته حتى قدَّت مقدم قميصه{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْالصَّادِقِينَ} أي لأنه يكون قد هرب منها فاتّبعته وتعلّقت فيه فانشققميصه لذلك، وكذلك كان. ولهذا قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّمِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} أي هذا الذي جرى من مكركن، أنتِ راودتيه عن نفسه. ثم اتهمته بالباطل.
ثم أضرب بعلها عن هذا صفحاً، فقال: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}أي لا تذكره لأحد، لأنَّ كتمان مثل هذه الأمور هو الأليق والأحسن، وأمرهابالاستغفار لذنبها الذي صدر منها، والتوبة إلى ربِّها فإنَّ العبد إذا تابإلى الله تاب الله عليه.
وأهل مصر وإن كانوا يعبدون الأصنام إلاّ انهميعلمون أن الذي يغفر الذنوب ويؤاخذ بها هو الله وحده لا شريك له في ذلك.ولهذا قال لها بعلها، وعذرها من بعض الوجوه، لأنها رأت ما لا صبر لها علىمثله، إلا انه عفيف نزيه برئ العرض سليم الناحية، فقال: {وَاسْتَغْفِرِيلِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِين}.‏
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِيالْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْشَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فَلَمَّاسَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَاعْتَدَتْ لَهُنَّمُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْعَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّوَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌكَرِيمٌ، قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْرَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَاآمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ رَبِّالسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْعَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ،فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
يذكر تعالى ما كان من قبل نساء المدينة، مننساء الأمراء، وبنات الكبراء في الطعن على امرأة العزيز، وعيبها والتشنيععليها، في مراودتها فتاها، وحبها الشديد له، وهو لا يساوي هذا، لأنه مولىمن الموالي، وليس مثله أهلاً لهذا، ولهذا قلن: {إِنَّا لَنَرَاهَا فِيضَلالٍ مُبِينٍ} أي في وضعها الشيء في غير محله.
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنّ}أي بتشنيعهن عليها والتنقص لها والإشارة إليها بالعيب، والمذمة بحبمولاها، وعشق فتاها، فأظهرن ذماً، وهي معذورة في نفس الأمر، فلهذا أحبت أنتبسط عذرها عندهن، وتتبيّن أن هذا الفتى ليس كما حسبن، ولا من قبيل مالديهن. فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها، واعتدت لهن ضيافة مثلهن، وأحضرتفي جملة ذلك شيئاً مما يقطع بالسكاكين، كالأترجّ ونحوه، وأتت كل واحدةمنهن سكّيناً، وكانت قد هيّأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب، وهوفي غاية طراوة الشباب، وأمرته بالخروج عليهن بهذه الحالة، فخرج وهو أحسنمن البدر لا محالة.
{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} أي أعظمنهوأجللنه، وهِبْنَه، وما ظنن أن يكون مثل هذا في بني آدم، وبهرهن حسنه، حتىاشتغلن عن أنفسهن وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين، ولا يشعرن بالجراح{وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}.
وقد جاء في حديث الإسراء "فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن".
قالالسهيلي وغيره من الأئمة، معناه أنه كان على النصف من حسن آدم عليهالسلام. لأن الله تعالى خلق آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، فكان في غايةنهايات الحسن البشري، ولهذا يدخل أهل الجنَّة الجنَّة على طول آدم وحسنه،ويوسف كان على النصف من حسن آدم، ولم يكن بينهما احسن منهما، كما أنه لمتكن أنثى بعد حَوَّاء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام.
قالابن مسعود: وكان وجه يوسف مثل البرق، وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطَّىوجهه. وقال غيره: كان في الغالب مبرقعاً، لئلا يراه الناس. ولهذا لما قدمعذر امرأة العزيز في محبتها لهذا المعنى المذكور، وجرى لهن وعليهن ما جرى،من تقطيع أيديهن بجراح السكاكين، وما ركبهن من المهابة والدهش عند رؤيتهومعاينته.
{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} ثم مدحتهبالعفة التامة فقالت: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}أي امتنع {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَمِنَ الصَّاغِرِينَ}.
وكان بقية النساء حرّضنه على السمع والطاعةلسيدته فأبى أشدّ الآباء، ونأى لأنه من سلالة الأنبياء، ودعا فقال: فيدعائه لرب العالمين، {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّايَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُإِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ}. يعني إن وكلتني إلى نفسي فليسلي من نفسي إلا العجز والضعف، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً، إلا ما شاءالله، فأنا ضعيف، إلاّ ما قويتني وعصمتني وحفظتني وأحطتني بحولك وقوتك
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:35 pm

ولهذاقال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّإِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَارَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ، وَدَخَلَ مَعَهُالسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراًوَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاًتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْالْمُحْسِنِينَ، قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلانَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّاعَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَآبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْنُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَاوَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ، يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُالْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءًسَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْسُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاإِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ، يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِيرَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْرَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}.
يذكرتعالى عن العزيز وامرأته أنهم بدا لهم، أي ظهر لهم من الرأي، بعد ما علموابراءة يوسف، أن يسجنوه إلى وقت، ليكون ذلك أقل لكلام الناس، في تلكالقضية، وأخمد لأمرها، وليظهروا أنه راودها عن نفسها، فسجن بسببها، فسجنوهظلماً وعدواناً.
وكان هذا مما قدر الله له. ومن جملة ما عصمه به فإنهأبعد له عن معاشرتهم ومخالطتهم. ومن ها هنا استنبط بعض الصوفية ما حكاهعنهم الشافعي: أن من العصمة أن لا تجد!.
قال الله {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}قيل كان أحدهما ساقي الملك، واسمه فيما قيل: "نبوا". والآخر خبازه، يعنيالذي يلي طعامه، وهو الذي يقول له الترك (الجاشنكير) واسمه فيما قيل:"مجلث". كان الملك قد اتهمهما في بعض الأمور فسجنهما. فلما رأيا يوسف فيالسجن أعجبهما سمته وهديه، ودلّه وطريقته، وقوله وفعله، وكثرة عبادته ربه،وإحسانه إلى خلقه، فرأى كلّ واحد منهما رؤيا تناسبه.
قال أهل التفسير:رأيا في ليلة واحدة، أما الساقي فرأى كأن ثلاث قضبان من حبلة، وقد أورقتوأينعت عناقيد العنب فأخذها، فاعتصرها في كأس الملك وسقاه. ورأى الخبازعلى رأسه ثلاث سلال من خبز، وضواري الطيور تأكل من السّلِّ الأعلى.
فقصّاهاعليه وطلبا منه أن يعبرها لهما، وقالا: {إِنَّا نَرَاكَ مِنْالْمُحْسِنِينَ} فأخبرهما أنه عليم بتعبيرها خبير بأمرها {قَالَ لايَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِقَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا}. قيل: معناه مهما رأيتما من حلم فإني أعبره لكم قبل وقوعه فيكون كما أقول.
وقيل:معناه إني أخبركما بما يأتيكما من الطعام، قبل مجيئه حلواً أو حامضاً، كماقال عيسى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِيبُيُوتِكُمْ}.
وقال لهما إن هذا من تعليم الله إياي لأني مؤمن به موحدله متبع ملة آبائي الكرام إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب {مَا كَانَ لَنَاأَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِعَلَيْنَا} أي بأن هدانا لهذا {وَعَلَى النَّاسِ} أي بأن أمرنا ندعوهمإليه ونرشدهم وندلهم عليه وهو في فطرهم مركوز، وفي جبلّتهم مغروز{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}.
ثم دعاهم إلى التوحيد،وذمّ عبادةِ ما سوى اللهِ عزَّ وجلّ وصغّر أمر الأوثان، وحقّرها وضعّفأمرها، فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌأَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاأَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُبِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ} أي المتصرف في خلقهالفعال لما يريد الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء {أَمَرَ أَلا تَعْبُدُواإِلا إِيَّاهُ} أي وحده لا شريك له و {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، أيالمستقيم والصراط القويم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} أي فهم لا يهتدون إليه مع وضوحه وظهوره.
وكانتدعوته لهما في هذه الحال في غاية الكمال، لأن نفوسهما معظمة له منبعثة علىتلقي ما يقول بالقبول، فناسب أن يدعوهما إلى ما هو الأنفع لهما، مما سألاعنه وطلبا منه.
ثم لما قام بما وجب عليه، وأرشد إلى ما أرشد إليه، قال {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً}
قالوا: وهو الساقي
{وَأَمَّاالآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ} قالوا: وهوالخباز {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}. أي وقع هذا لا محالة، ووجب كونه على كل حالة. ولهذا جاء في الحديث "الرؤيا على رِجْلِ طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت".
وقدروي عن ابن مسعود ومجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم "أنهما قالا لم نرشيئاً" فقال لهما: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان}.
{وَقَالَلِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَفَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ}.
يخبر تعالى أن يوسف عليه السلام قال للذي ظنه ناجياً منهما وهو الساقي: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}يعني أذكر أمري وما أنا فيه من السّجن بغير جرم عند الملك. وفي هذا دليلعلى جواز السّعي في الأسباب. ولا ينافي ذلك التوكل على ربِّ الأرباب.
وقوله {فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ}،أي فأنسي الناجي منهما الشّيْطان، أن يذكر ما وصّاه به يوسف عليه السلام.قاله مجاهد ومُحَمْد بن إسحاق وغير واحد وهو الصواب، وهو منصوص أهل الكتاب.
{فَلَبِثَ}يوسف {فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} والبضع ما بين الثلاث إلى التسع.وقيل إلى السبع. وقيل إلى الخمس. وقيل ما دون العشرة. حكاها الثعلبي.ويقال بضع نسوة. وبضعة رجال. ومنع الفّراء استعمال البضع فيما دون العشر،قال: وإنما يقال نيّف. وقال الله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ} وقال تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} وهذا رد لقوله.
قالالفراء: ويقال بضعة عشر، وبضعة وعشرون إلى التسعين، ولا يقال: بضع ومائة،وبضع وألف، وخالف الجوهري فيما زاد على بضعة عشر، فمنع أن يقال: بضعةوعشرون إلى تسعين. وفي الصحيح "الإيمان بضع وستون شعبة، وفي رواية: وسبعونشعبة، وأعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق".
ومنقال: إن الضمير في قوله {فَأَنسَاهُ الشّيْطان ذِكْرَ رَبِّهِ} عائد علىيوسف فقد ضعف ما قاله، وإن كان قد روي عن ابن عبَّاس وعكرمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:40 pm

والحديثالذي رواه ابن جرير في هذا الموضع ضعيف من كل وجه، تفرد بإسناده إبراهيمبن يزيد الخوري المكي وهو متروك، ومرسل الحسن وقتادة لا يقبل، ولا ها هنابطريق الأولى والأحرى، والله أعلم.
فأما قول ابن حبان في "صحيحه" عندذكر السبب الذي من أجله لبث يوسفُ في السجن ما لبث: أخبرنا الفضل بنالحباب الجحمي، حَدَّثَنا مسدد بن مسرهد، حَدَّثَنا خالد بن عبد الله،حَدَّثَنا مُحَمْد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم "رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها "اذكرني عندربك" ما لبث في السجن ما لبث، ورحم الله لوطاً، إن كان ليأوي إلى ركنشديد، إذ قال لقومه "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" قال: فما بعثالله نبياً بعده إلا في ثروة من قومه".
فإنه حديث منكر من هذا الوجه،ومُحَمْد بن عمرو بن علقمة له أشياء ينفرد بها وفيها نكارة، وهذه اللفظةمن أنكرها وأشدِّها. والذي في "الصحيحين" يشهد بغلطها، والله أعلم.
{وَقَالَالْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌعِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَاالْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ،قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِبِعَالِمِينَ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَأُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي، يُوسُفُأَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍيَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِسُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِلَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ، قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَاحَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُون،ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَاقَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْبَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.
هذاكان من جملة أسباب خروج يوسف عليه السلام من السجن على وجه الاحتراموالإكرام، وذلك أن ملك مصر وهو الريان بن الوليد بن ثروان بن اراشه بنفاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح رأى هذه الرؤيا.
قال أهلالكتاب: رأى كأنه على حافة نهر، وكأنه قد خرج منه سبع بقرات سمان، فجعلنيرتعن في روضةٍ هناك فخرجت سبع هزال ضعاف من ذلك النهر، فرتعن معهن ثم ملنعليهن فأكلتهن فاستيقظ مذعوراً.
ثم نام فرأى سبع سنبلات خضر في قصبةواحدة، وإذا سبع أُخر دقاق يابسات، فأكلنهن فاستيقظ مذعوراً. فلما قصهاعلى ملأه وقومه، لم يكن فيهم من يحسن تعبيرها بل {قَالُوا أَضْغَاثُأَحْلامٍ} أي أخلاط أحلام من الليل، لعلّها لا تعبير لها، ومع هذا فلاخبرة لنا بذلك، ولهذا قالوا: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلَامِبِعَالِمِينَ} فعند ذلك تذكرالناجي منهما الذي وصّاه يوسف بأن يذكره عند ربه فنسيه إلى حينه هذا. وذلكعن تقدير الله عز وجل، وله الحكمة في ذلك، فلما سمع رؤيا الملك، ورأى عجزالناس عن تعبيرها، تذكر أمر يوسف، وما كان أوصاه به من التذكار.
ولهذاقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا} أي تذكر {بَعْدَ أُمَّةٍ}أي بعد مدة من الزمان، وهو بضع سنين، وقرأ بعضهم، كما حكي عن ابن عبَّاسوعكرمة والضحاك: {وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي بعد نسيان، وقرأها مجاهد{بَعْدَ أُمَّةٍ} بإسكان الميم، وهو النسيان أيضاً، يقال أمِهَ الرجل يأمَه أمهاً وأمها، إذا نسي. قال الشاعر:
أمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً *** كذاكَ الدّهرُ يزري بالعُقُولِ
فقاللقومه وللملك {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي}، أيفأرسلوني إلى يوسف، فجاءه فقال: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَافِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ يَأْكُلُهُنَّسَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّيأَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وعندأهل الكتاب أن الملك لما ذكره له الساقي استدعاه إلى حضرته وقص عليه مارآه ففسره له، وهذا غلط، والصواب: ما قصّه الله في كتابه القرآن لا ماعرَّبه هؤلاءِ الجهلة الثيران، من فري وهذيان.
فبذل يوسف عليه السلامما عنده من العلم بلا تأخر ولا شرط ولا طلب الخروج سريعاً، بل أجابهم إلىما سألوا، وعبّر لهم ما كان من منام الملك الدّال على وقوع سبع سنين منالخصب ويعقبهما سبع جدب: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِيُغَاثُ النَّاسُ} يعني يأتيهم الغيث والخصب والرفاهية {وَفِيهِيَعْصِرُونَ} يعني ما كانوا يعصرونه من الأقصاب والأعناب والزيتون والسمسم وغيرها.
فعبّرلهم. وعلى الخير دلّهم وأرشدهم، إلى ما يعتمدونه في حالتي خصبهم وجَدْبِهموما يفعلونه من ادّخار حبوب سنّى الخصب في السبع الأول في سنبله، إلاّ مايرصد بسبب الأكل ومن تقليل البذر في سني الجدب في السبع الثانية، إذالغالب على الظن أنه لا يرد البذر من الحقل. وهذا يدل على كمال العلموكمال الرأي والفهم.
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّاجَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُالنِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّعَلِيمٌ، قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْامْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْنَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ، ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْأَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ،وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَارَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
لما أحاط الملك علماًبكمال علم يوسف عليه الصلاة والسلام وتمام عقله ورأيه السُّدِّيد وفهمه،أمر بإحضاره إلى حضرته، ليكون من جملة خاصته، فلما جاءه الرَّسول بذلك أحبأن لا يخرج حتى يتبين لكل أحد انه حبس ظلماً وعدواناً، وأنه بريء السَّاحةمما نسبوه إليه بهتاناً {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} يعني الملك{فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّإِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} قيل:معناه إن سيدي العزيز يعلم براءتي مما نسب إليّ، أي فمر الملك فليسألهن:كيف كان امتناعي الشديد عند مراودتهن إياي؟ وحثهن لي على الأمر الذي ليسبرشيد ولا سديد؟
فلما سئلن عن ذلك اعترفن بما وقع من الأمر، وما كان منه من الأمر الحميد و{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}.
فعندذلك {قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} وهي زليخا: {الآنَ حَصْحَصَالْحَقُّ}. أي: ظهر وتبيّن ووضح، والحق أحق أن يتبع {أَنَا رَاوَدتُّهُعَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ} أي فيما يقوله من أنه بريء وأنه لم يراودني وأنه حبس ظلماً وعدواناً وزوراً وبهتاناً.
وقوله {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}قيل إنه من كلام يوسف أي إنما طلبت تحقيق هذا ليعلم العزيز أني لم أخنهبظهر الغيب. وقيل إنه من تمام كلام زليخا، أي: إنما اعترفت بهذا ليعلمزوجي أني لم أخنه في نفس الأمر، وإنما كان مراودة لم يقع معها فعل فاحشة.
وهذا القول هو الذي نصره طائفة كثيرة من أئمة المتأخرين وغيرهم، ولم يحك ابن جرير وابن أبي حاتم سوى الأول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:44 pm

{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}قيل: إنه من كلام يوسف، وقيل: من كلام زليخا، وهو مفرع على القولينالأولين. وكونه من تمام كلام زليخا أظهر وأنسب وأقوى، والله أعلم.
{وَقَالَالْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُقَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ، قَالَ اجْعَلْنِيعَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، وَكَذَلِكَ مَكَّنَّالِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُبِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ،وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
لماظهر للملك براءة عرضه، ونزاهة ساحته عما كانوا أظهروا عنه مما نسبوه إليهقال {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} أياجعله من خاصّتي ومن أكابر دولتي، ومن أعيان حاشيتي، فلمّا كلمّه وسمعمقاله وتبين حاله {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} أيذو مكانة وأمانة. {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّيحَفِيظٌ عَلِيمٌ} طلب أنيوليه النظر فيما يتعلق بالأهراء لما يتوقع من حصول الخلل فيما بعد مضيسبع سنّى الخصب، لينظر فيها بما يرضي الله في خلقه من الاحتياط لهم والرفقبهم، وأخبر الملك إنه حفيظ، أي قوي على حفظ ما لديه أمين عليه، عليم بضبطالأشياء ومصالح الأهراء.
وفي هذا دليل على جواز طلب الولاية لمن علم من نفسه الأمانة والكفاءة.
وعندأهل الكتاب أن فرعون عظّم يوسف عليه السلام جدّاً، وسلطه على جميع أرض مصروألبسه خاتمه، وألبسه الحرير وطوّقه الذهب وحمله على مركبه الثاني، ونوديبين يديه، أنت ربُّ ومسلط، وقال له: لست أعظم منك إلا بالكرسي.
قالوا: وكان يوسف إذ ذاك ابن ثلاثين سنة، وزوجه امرأة عظيمة الشأن.
وحكى الثعلبي أنه عزل قطفير عن وظيفته، وولاها يوسف.
وقيل: إنه مات، زوَّجَهُ امرأتَهُ زليخا، فوجَدها عذراء لأن زوجها كان لا يأتي النساء، فولدت ليوسف عليه السلام رجلين، وهما:
أفرايم، ومنسا. قال: واستوثق ليوسف ملك مصر، وعمل فيهم بالعدل فأحبَّه الرجال والنساء.
وحكيأنَّ يوسف كان يوم دخل على الملك عمره ثلاثين سنة، وأن الملك خاطبه بسبعينلغة، وفي كل ذلك يجاوبه بكل لغة منها، فأعجبه ذلك مع حداثة سنّهِ فاللهأعلم.
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِيَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} أي بعد السجن والضيق والحصر صار مطلقالركاب بديار مصر، {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} أي أين شاء حل منها مكرماً محسوداً معظماً.
{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} من أي هذا كله من جزاء الله وثوابه للمؤمن، مع ما يدّخر له في آخرته من الخير الجزيل والثواب الجميل.
ولهذا قال: {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.ويقال: إن قطفير زوج زليخا كان قد مات فولاه الملك مكانه وزوجه امراته زليخا فكان وزير صدق.
وذكر مُحَمْد بن إسحاق أن صاحب مصر - الوليد بن الريان - أسلم على يدي يوسف عليه السلام والله أعلم. وقد قال بعضهم:
وراءَ مضيقِ الخوفِ متّسع الأَمن ** وأولُ مفروحٍ به غايةُ الحزْن
فلا تيأسَنْ فالله ملّك يوسُفاً ** خزائنَه بعدَ الخلاصِ من السِّجن
{وَجَاءَإِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُمُنكِرُون، ولَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍلَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاخَيْرُ الْمُنزِلِينَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْعِندِي وَلا تَقْرَبُونِي، قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّالَفَاعِلُونَ، وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِيرِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَىأَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
يخبرتعالى عن قدوم أخوة يوسف عليه السلام إلى الديار المصرية يمتارون طعاماً،وذلك بعد إتيان سنّى الجدب وعمومها على سائر العباد والبلاد.
وكان يوسفعليه السلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية ديناً ودنيا. فلمادخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار إليه يوسف عليهالسلام من المكانة والعظمة فلهذا عرفهم وهم له منكرون.
وعند أهلالكتاب: أنهم لما قدموا عليه سجدوا له، فعرفهم وأراد أن لا يعرفوه، فأغلظلهم في القول، وقال: أنتم جواسيس، جئتم لتأخذوا خير بلادي. فقالوا: معاذالله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا، ونحن بنو أبٍواحدٍ من كنعان، ونحن اثنا عشر رجلاً، ذهب منّا واحدٌ وصغيرنا عند أبينا،فقال: لا بد أن استعلم أمركم. وعندهم: أنه حبسهم ثلاثة أيام، ثم أخرجهموأحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر وفي بعض هذا نظر.
قال الله تعالى{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} أي أعطاهم من الميرة ما جرت بهعادته في إعطاء كلّ إنسان حِمْلَ بعيرٍ لا يزيده عليه {قَالَ ائْتُونِيبِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} وكانقد سألهم عن حالهم وكم هم، فقالوا: كنا إثني عشر رجلاً، فذهب منا واحدوبقي شقيقه عند أبينا، فقال: إذا قدمتم من العام المقبل فأتوني به معكم.
{أَلاتَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} أي قدأحسنت نزلكم وقِرَاكم، فرغَّبهم ليأتوه به، ثم رهّبهم إن لم يأتوه به،قال: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاتَقْرَبُونِي} أي فلست أعطيكم ميرة، ولا أقربكم بالكلية، عكس ما أسدى إليهم أولاً.
فاجتهد في إحضاره معهم، ليبلِّ شوقه منه بالترغيب والترهيب
{قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ} أي سنجتهد في مجيئه معنا، وإتيانه إليك بكل ممكن {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} أي وإنا لقادرون على تحصيله.
ثمأمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم، وهي ما جاؤا به يتعوّضون به عن الميرة، فيأمتعتهم من حيث لا يشعرون بها {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَاانقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}قيل: أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم. وقيل: خشي أن لا يكون عندهم مايرجعون به مرة ثانية. وقيل: تذمم أن يأخذ منهم عوضاً عن الميرة.
وقد اختلف المفسرون في بضاعتهم، على أقوال سيأتي ذكرها. وعند أهل الكتاب: أنها كانت صرراً من وَرِق، وهو أشبه والله أعلم.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:50 pm

{فَلَمَّارَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُفَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَهَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْقَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْقَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَاوَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ، قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِيمَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْفَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ،وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْأَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍإِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِفَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ، وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُأَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْشَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُوعِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
يذكر تعالى ما كان من أمرهم بعد رجوعهم إلى أبيهم، وقولهم له: {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} أي بعد عامنا هذا إن لم ترسل معنا أخانا، فإن أرسلته معنا لم يمنع منا.

{وَلَمَّافَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوايَا أَبَانَا مَا نَبْغِي} أي: أي شيء نريد وقد ردت إلينا بضاعتنا{وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي نمتار لهم، ونأتيهم بما يصلحهم في سنتهمومَحْلِهم {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ} بسببه {كَيْلَ بَعِيرٍ}.
قال الله تعالى: {ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} أي في مقابلة ذهاب ولده الآخر.
وكان يعقوب عليه السلام اضنّ شيء بولده بنيامين، لأنه كان يشمّ فيه رائحة أخيه، ويتسلّى به عنه، ويتعوض بسببه منه.
فلهذاقال: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقاً مِنْاللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} أي إلاّ أن تغلبواكلكم عن الإتيان به {فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىمَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.
أكدّالمواثيق، وقرّر العهود، واحتاط لنفسه في ولده، ولن يغني حَذَرٌ من قَدَر.ولولا حاجته وحاجة قومه إلى الميرة لما بعثّ الولد العزيزَ، ولكنَّالأقدار لها أحكام، والرب تعالى يقدر ما يشاء، ويختار ما يريد، ويحكم مايشاء وهو الحكيم العليم.
ثم أمرهم أن لا يدخلوا المدينة من بابٍ واحد،ولكن ليدخلوا من أبواب متفرقة. قيل: أراد أن لا يصيبهم أحد بالعين وذلكلأنّهم كانوا أشكالاً حسنة، وصوراً بديعة. قال ابن عبَّاس ومُحَمْد بن كعبوقتادة والسُّدِّي والضحاك.
وقيل: أراد أن يتفرّقوا لعلهم يجدون خبرليوسف، أو يُحَدَّثُون عنه بأثر. قال إبراهيم النخعي. والأول اظهر، ولهذاقال: {وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}.وقال تعالى{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِيعَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَقَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
وعند أهل الكتاب: أنه بعث معهم هدية إلى العزيز، من الفستق واللوز والصنوبر والبطم والعسل، وأخذوا الدّراهم الأولى، وعوضاً آخر.

{وَلَمَّادَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَفَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَلَمَّا جَهَّزَهُمْبِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَمُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ، قَالُواوَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ، قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَالْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ،قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِوَمَا كُنَّا سَارِقِينَ، قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْكَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ، فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَوِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَكِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِيعِلْمٍ عَلِيمٌ، قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْقَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَأَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَامَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ، قَالَ مَعَاذَ اللَّهِأَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاًلَظَالِمُونَ}.
يذكرتعالى ما كان من أمرهم حين دخلوا بأخيهم بنيامين على شقيقه يوسف وإيوائهإليه وإخباره له سرّاً عنهم بأنه أخوه، وأمره بكتم ذلك عنهم، وسلاّه عماكان منهم من الإساءة إليه.
ثم احتال على أخذه منهم، وتركه إياه عندهدونهم، فأمر فتيانه بوضع سقايته. وهي التي كان يشرب بها ويكيل بها الناسالطعام، عن غرة في متاع بنيامين. ثم أعلمهم بأنهم قد سرقوا صُواع الملك،ووعدهم جعالة على ردِّه حِمْل بعير، وضمّنه المنادي لهم، فأقبلوا على مناتهمهم بذلك فأنبوه وهجّنوه فيما قاله لهم: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْعَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} يقولون: أنتم تعلمون منا خلاف ما رميتمونا له من السّرقة.
{قَالُوافَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَفِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}. وهذهكانت شريعتهم أن السّارق يدفع إلى المسروق منه ولهذا قالوا: {كَذَلِكَنَجْزِي الظَّالِمِينَ}.
قال الله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْقَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} ليكونذلك أبعد للتهمة، وأبلغ في الحيلة، ثم قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَالِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي لولااعترافهم بأنّ جزاءه {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} لما كانيقدر يوسف على أخذه منهم في سياسة ملك مصر {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُنَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} أي في العلم {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍعَلِيمٌ}.
وذلك لأنّ يوسفكان أعلم منهم، وأتم رأياً، وأقوى عزماً وحزماً، وإنما فعل ما فعل عن أمرالله له في ذلك لأنه يترتب على هذا الأمر مصلحة عظيمة بعد ذلك، من قدومأبيه وقومه عليه، ووفودهم إليه.
فلما عاينوا استخراج الصّواع من حملبنيامين {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}يعنون يوسف. قيل كان قد سرق صنم جدّه، أبي أمه، فكسره. وقيل: كانت عمته قدعلقت عليه بين ثيابه، وهو صغير، منطقة كانت لإسحاق، ثم استخرجوها من بينثيابه، وهو لا يشعر بما صنعت، وإنما أرادت أن يكون عندها، وفي حضانتهالمحبتها له. وقيل: كان يأخذ الطّعام من البيت فيطعمه الفقراء. وقيل: غيرذلك. فلهذا {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُفَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ} وهي كلمته بعدها، وقوله {أَنْتُمْشَرٌّ مَكَاناً وَالله أعلم بِمَا تَصِفُونَ} أجابهم سرّاً لا جهراً،حلماً وكرماً وصفحاً وعفواً، فدخلوا معه في الترفق والتعطف، فقالوا: {يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَامَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ، قَالَ مَعَاذَ اللَّهِأَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاًلَظَالِمُونَ} أي إن أطلقنا المتهم وأخذنا البريء. هذا ما لا نفعله ولانسمح به، وإنما نأخذ من وجدنا متاعنا عنده.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:55 pm

وعند أهل الكتاب: أن يوسف تعرّف إليهم حينئذ وهذا مما غلطوا فيه ولم يفهموه جيّداً.
{فَلَمَّااسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْتَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنْاللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَالأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَخَيْرُ الْحَاكِمِينَ، ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَاإِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّالِلْغَيْبِ حافِظِينَ، وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَاوَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، قَالَ بَلْسَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُأَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ،وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْعَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُتَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْالْهَالِكِينَ، قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِوَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، يَا بَنِيَّ اذْهَبُوافَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِاللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُالكَافِرُونَ}.
يقول تعالى مخبراً عنهم: إنهم لما استيأسوا من أخذه منهخلصُوا يتناجون فيما بينهم، قال كبيرهم، وهو روبيل: {أَلَمْ تَعْلَمُواأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ} .لتأتنني به الا أن يحاط بكم؟ لقد أخلفتم عهده وفرطتم فيه كما فرطتم فيأخيه يوسف من قبله فلم يبق لي وجه أقابله به {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ}أي لا أزال مقيماً ها هنا {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} في القدوم عليه{أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} بأن يقدّرني على ردِّ أخي إلى أبي {وَهُوَخَيْرُ الْحَاكِمِينَ}.
{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} أي أخبروه بما رأيتم من الأمر في الظاهرالمشاهدة {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِحافِظِينَ، وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَالَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}. أي فإن هذا الذي أخبرناك به - من أخذهمأخانا، لأنه سرق - أمر اشتهر بمصر وعلمه العير التي كنا نحن وهم هناك{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}.
{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْأَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} أي ليس الأمر كما ذكرتم لم يسرق فإنه ليس سجيةله، ولا {هو} خلقه، وإنما {سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌجَمِيلٌ}.
قالابن إسحاق وغيره: لما كان التفريط منهم في بنيامين مترتباً على صنيعهم فييوسف، قال لهم ما قال، وهذا كما قال بعض السلف: إن من جزاء السيئة السيئةبعدها!.
ثم قال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً}.يعني يوسف وبنيامين وروبيل {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ} أي بحالي وما أنافيه من فراق الأحبة {الْحَكِيمُ} فيما يقدره ويفعله وله الحكمة البالغة والحجة القاطعة.
{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ} أي أعرض عن بنيه { وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}
ذكّره حزنه الجديد بالحزن القديم، وحرّك ما كان كامناً، كما قال بعضهم:
نقّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ منَ الهوى ** ما الحبّ إلاّ لِلحبيبِ الأوّلِ
وقال آخر:
لَقَدْ لاَمَني عندَ القُبورِ عَلى البُكا *** رَفيقي لتذْرافِ الدّموعِ السّوافكِ
فقالَ: أتبكي كلّ قبر رأيتَه ** لقبرٍ ثوى بينَ اللّوى فالدكادِكِ
فقلتُ له: إن الأَسى يبعثُ الأسى ** فَدعْني فهذَا كلّهُ قبرُ مالِكِ
وقوله: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} أي من كثرة البكاء {فَهُوَ كَظِيمٌ} أي مكظم من كثرة حزنه وأسفه وشوقه إلى يوسف.
فلمارأى بنوه ما يقاسيه من الوجد وألم الفراق {قَالُوا} له على وجه الرحمة لهوالرأفة به والحرص عليه {تَا للَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىتَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ}.
يقولون: لا تزال تتذكره حتى ينحل جسدك، وتضعف قوّتك، فلو رفقت بنفسك كان أولى بك.
{قَالَإِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِمَا لا تَعْلَمُونَ} يقول لبنيه: لست أشكو إليكم ولا إلى أحد من الناس، ماأنا فيه، إنما أشكو إلى الله عز وجل، واعلم أن الله سيجعل لي مما أنا فيهفرجاً ومخرجاً، وأعلم أن رؤيا يوسف لا بد أن تقع، ولا بد أن أسجد له أناوأنتم حسب ما رأى، ولهذا قال: {وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاتَعْلَمُونَ}.
ثم قال لهم محرضاً على تطلب يوسف وأخيه، وأن يبحثوا عنأمرهما {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاتَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِإِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} أي لا تيئسوا من الفرج بعد الشدة، فإنه لاييأس من روح الله وفرجه وما يقدره من المخرج في المضايق إلا القومالكافرون.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 9:00 pm


{فَلَمَّادَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَاالضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَوَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ، قَالَهَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْجَاهِلُونَ، قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُوَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِوَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، قَالُواتَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ،قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىوَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}.
يخبرتعالى عن رجوع إخوة يوسف إليه وقدومهم عليه ورغبتهم فيما لديه من الميرةوالصدقة عليهم بردّ أخيهم بنيامين إليهم {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِقَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} أي منالجدب وضيق الحال وكثرة العيال {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ }أي ضعيفة لا يقبل مثلها منا إلا أن يتجاوز عنّا قيل: كانت دراهم رديئة.وقيل: قليلة. وقيل حب الصنوبر، وحب البطم ونحو ذلك. وعن ابن عبَّاس: كانتخَلَقَ الغِرَائِرِ والحبال، ونحو ذلك.
{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}قيل: بقبولها، قال السُّدِّي. وقيل: بردّ أخينا إلينا، قاله ابن جُرَيْج.وقال سفيان بن عُيينة: إنما حرمت الصدقة على نبينا محمد صلى الله عليهوسلم ونزع بهذه الآية رواه ابن جرير.
فلما رأى ما هم فيه من الحال وماجاؤا به مما لم يبق عندهم سواه، من ضعيف المال، تعرف إليهم وعطف عليهم،قائلاً: لهم عن أمر ربه وربهم. وقد حسر لهم عن جبينه الشريف وما يحويه منالحال الذي يعرفون فيه {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَوَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}. {قَالُوا} وتعجبوا كل العجب، وقدترددوا إليه مراراً عديدة، وهم لا يعرفون أنه هو {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ }.
{قَالَأَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي} يعني أنا يوسف الذي صنعتم معه ما صنعتم، وسلفمن أمركم فيه ما فرطتم، وقوله {وَهذَا أَخِي} تأكيد لما قال، وتنبيه علىما كانوا اضمروا لهما من الحسد، وعملوا في أمرهما من الاحتيال، ولهذا قال:{قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}، أي بإحسانه إلينا وصدقته علينا، وإيوائهلنا وشدّه معاقد عزنا، وذلك بما أسلفنا من طاعة ربنا، وصبرنا على ما كانمنكم إلينا وطاعتنا وبرنا لأبينا، ومحبته الشديدة لنا وشفقته علينا{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ}.

{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} أي فضلك، وأعطاك ما لم يعطنا {وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ}. أي فيما أسدينا إليك، وها نحن بين يديك.
{قَالَلا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ} أي لست أعاتبكم على ما كان منكم بعديومكم هذا، ثم زادهم على ذلك فقال: {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْوَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
ومن زعم أن الوقف على قوله {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ}، وابتدأ بقوله {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} فقوله ضعيف، والصحيح الأول.
ثمأمرهم بأن يذهبوا بقميصه، وهو الذي يلي جسده فيضعوه على عيني أبيه، فإنهيرجع إليه بصره، بعد ما كان ذهب بإذن الله، وهذا من خوارق العادات ودلائلالنبوات وأكبر المعجزات.
ثم أمرهم أن يتحملوا بأهلهم أجمعين إلى ديار مصر إلى الخير والدعة وجمع الشمل بعد الفرقة على أكمل الوجوه وأعلى الأمور.‏
{وَلَمَّافَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاأَنْ تُفَنِّدُونِي، قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَالْقَدِيمِ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِفَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْاللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَاذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ، قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْرَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
قال عبد الرزاق: أنبأناإسرائيل، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، سمعت ابن عبَّاس يقول:{وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ}، قال: لما خرجت العير هاجت ريح، فجاءت يعقوببريح قميص يوسف فقال: {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْتُفَنِّدُونِي} قال: فوجد ريحه من مسيرة ثلاثة أيام. وكذا رواه الثوري وشعبة وغيرهم عن أبي سنان به.
وقال الحسن البصري وابن جُرَيْج المكي: كان بينهما مسيرة ثمانين فرسخاً، وكان له منذ فارقه ثمانون سنة.
وقوله{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِي} أي تقولون: إنما قلت هذا من الفند، وهوالخرف، وكبر السن. قال ابن عبَّاس وعطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة:{تُفَنِّدُونِي} تسفّهون. وقال مجاهد أيضاً والحسن : تهرمّون.
{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 9:05 pm

قال قتادة والسُّدِّي: قالوا له كلمة غليظة.
قالالله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِفَارْتَدَّ بَصِيراً} أي بمجرّد ما جاء ألقى القميص على وجه يعقوب، فرجعمن فوره بصيراً بعد ما كان ضريراً، وقال لنبيه عند ذلك {أَلَمْ أَقُلْلَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} أي أعلم أن الله سيجمع شملي بيوسف وستقر عيني به وسِيرِيني فيه ومنه ما يسرني.
فعندذلك {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّاخَاطِئِينَ} طلبوا منه أن يستغفر لهم الله عز وجل عما كانوا فعلوا، ونالوامنه ومن أبيه، وما كانوا عزموا عليه. ولما كان من نيتهم التوبة قبل الفعلوفقّهم الله للاستغفار عند وقوع ذلك منهم فأجابهم أبوهم إلى ما سألوا، وماعليه عوّلوا قائلاً {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
قال ابن مسعود وإبراهيم التيمي وعمرو بن قيسوابن جُرَيْج وغيرهم، أرجأهم إلى وقت السحر. قال ابن جرير: حدثني أبوالسائب، حَدَّثَنا ابن إدريس قال: سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر عن محاربابن دثار قال: كان عمر يأتي المسجد فسمع إنساناً يقول: "اللهم دعوتنيفأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السَّحر فاغفر لي" قال: فاستمع إلى الصوت،فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود، فسأل عبد الله عن ذلك؟ فقال: إن يعقوبأخّر بنيه إلى السّحر. بقوله: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}. وقدقال الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}.
وثبتفي "الصحيحين" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا كل ليلةإلى سماء الدنيا، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل منمستغفر فأغفر له".وقد ورد في حديث "أن يعقوب أرجأ بنيه إلى ليلة الجمعة".
قالابن جرير: حدثني المثنى؛ قال: حَدَّثَنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوبالدمشقي، حَدَّثَنا الوليد، أنبأنا ابن جُرَيْج، عن عطاء وعكرمة عن ابنعبَّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سوف استغفر لكم ربي"يقول: حتىليلة الجمعة وهو قول أخي يعقوب لبنيه.وهذا غريب من هذا الوجه وفي رفعه نظروالأشبه أن يكون موقوفاً على ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
{فَلَمَّادَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوامِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِوَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايمِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْأَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِأَنْ نَزَغَ الشّيْطان بَيْنِي وَبَيْنَ اخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌلِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِيمِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِتَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
هذاإخبار عن حال اجتماع المتحابين بعد الفرقة الطويلة التي قيل: إنها ثمانونسنة، وقيل: ثلاث وثمانون سنة، وهما روايتان عن الحسن. وقيل: خمس وثلاثونسنة، قاله قتادة. وقال مُحَمْد بن إسحاق: ذكروا أنه غاب عنه ثماني عشرةسنة. قال: وأهل الكتاب يزعمون أنه غاب عنه أربعين سنة.
وظاهر سياقالقصة يرشد إلى تحديد المدة تقريباً، فإنَّ المرأة راودته، وهو شاب ابنسبع عشرة سنة، فيما قاله غير واحد، فامتنع فكان في السجن بضع سنين، وهيسبع عند عكرمة وغيره. ثم أخرج فكانت سنوات الخصب السبع، ثم لما امحل الناسفي السبع البواقي جاء اخوتهم يمتارون في السنة الأولى وحدهم، وفي الثانيةومعهم أخوه بنيامين، وفي الثالثة تعرّف إليهم وأمرهم بإحضار أهلهم أجمعين،فجاؤا كلهم.
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِأَبَوَيْهِ} اجتمع بهم خصوصاً وحدهما دون اخوته {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَإِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}. قيل: هذا من المقدم والمؤخر، تقديره قالادخلوا مصر وآوى إليه أبويه. وضعفه ابن جرير وهو معذور. وقيل: بل تلقاهماوآواهما في منزل الخيام، ثم لما اقتربوا من باب مصر قال {ادْخُلُوا مِصْرَإِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}. قاله السُّدِّي: ولو قيل: إن الأمر لايحتاج إلى هذا أيضاً، وانه ضمن قوله: ادخلوا بمعنى: اسكنوا مصر، أو أقيموابها {إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} لكان صحيحاً مليحاً أيضاً.
وعندأهل الكتاب: أن يعقوب لما وصل إلى أرض جاشر - وهي أرض بلبيس - خرج يوسفلتلقيه، وكان يعقوب قد بعث ابنه يهوذا بين يديه مبشّراً بقدومه، وعندهم أنالملك أطلق لهم أرض جاشر، يكونون فيها ويقيمون بها بنعمهم ومواشيهم، وقدذكر جماعة من المفسرين، أنه لما أزف قدوم نبي الله يعقوب - وهو إسرائيل -أراد يوسف أن يخرج لتلقيه فركب معه الملك وجنوده خدمة ليوسف، وتعظيماًلنبي الله "إسرائيل"، وأنه دعا للملك، وأن الله رفع عن أهل مصر بقية سنّىالجدب ببركة قدومه إليهم، فالله أعلم.
وكان جملة من قدم مع يعقوب من بنيه وأولادهم - فيما قاله أبو إسحاق السبيعي عن أبو عبيدة عن ابن مسعود - ثلاثة وستين إنساناً.
وقال موسى بن عبيدة، عن مُحَمْد بن كعب، عن عبد الله بن شداد: كانوا ثلاثة وثمانين إنساناً.
وقال أبو إسحاق عن مسروق: دخلوا وهم ثلثمائة وتسعون إنساناً.
قالوا: وخرجوا مع موسى وهم أزيد من ستمائة ألف مقاتل. وفي نص أهل الكتاب: أنهم كانوا سبعين نفساً وسموهم.
قال الله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}قيل: كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة. وقال بعض المفسرين:أحياها الله تعالى. وقال آخرون: بل كانت خالته "ليا" والخالة بمنزلة الأم.
وقالابن جرير وآخرون: بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ، فلايعوّل على نقل أهل الكتاب فيما خالفه، وهذا قوي. والله أعلم.
ورفعهما على العرش، أي أجلسهما معه على سريره {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}أي سجد له الأبوان والأخوة الأحد عشر تعظيماً وتكريماً، وكان هذا مشروعاًلهم، ولم يزل ذلك معمولاً به في سائر الشرائع حتى حرم في ملّتنا.
{وَقَالَيَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ} أي هذا تعبير ما كنتقصصته عليك: من رؤيتي الأحد عشر كوكباً، والشمس والقمر، حين رأيتهم ليساجدين وأمرتني بكتمانها، ووعدتني ما وعدتني عند ذلك {قَدْ جَعَلَهَارَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ}. أيبعد الهمِّ والضيق جعلني حاكماً، نافذَ الكلمة، في الديار المصرية حيث شئت{وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ} أي البادية، وكانوا يسكنون أرض العرباتمن بلاد الخيل {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشّيْطان بَيْنِي وَبَيْنَاخْوَتِي} أي فيما كان منهم إليّ من الأمر الذي تقدم وسبق ذكره.
ثمقال: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} أي: إذا أراد شيئاً هيّأأسبابه ويسّرها وسهلها من وجوه لا يهتدي إليها العباد بل يقدّرها وييسّرهابلطيف صنعه وعظيم قدرته {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} أي بجميعالأمور {الْحَكِيمُ} في خلقه وشرعه وقدره.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر شكري

عمر شكري


ذكر عدد مشاركاتى : 113
نقاطى : 219
تاريخ انضمامى : 23/09/2010
نقاط التميز : 0


سلسلة القصص القرآنى   Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القصص القرآنى    سلسلة القصص القرآنى   I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 9:09 pm

وعندأهل الكتاب أن يوسف باع أهل مصر وغيرهم من الطعام الذي كان تحت يدهبأموالهم كلها من الذهب والفضة والعقار والأثاث وما يملكونه كله، حتىباعهم بأنفسهم فصاروا أرقاء. ثم أطلق لهم أرضهم، وأعتق رقابهم، على أنيعملوا ويكون خمس ما يشتغلون من زرعهم وثمارهم للملك، فصارت سنة أهل مصربعده.
وحكى الثعلبي: أنه كان لا يشبع في تلك السنين حتى لا ينسىالجيعان، وأنه إنما كان يأكل أكلة واحدة نصف النهار قال: فمن ثم اقتدى بهالملوك في ذلك. قلت: وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لايشبع بطنه عام الرمادة، حتى ذهب الجدب وأتى الخصب.
قال الشافعي: قال رجل من الأعراب لعمر بعد ما ذهب عام الرمادة: لقد انجلت عنك، وإنك لابن حرة.‏
ثملما رأى يوسف عليه السلام نعمته قد تمت، وشمله قد اجتمع، عرف أن هذه الدارلا يقربها قرار. وأن كل شيء فيها ومن عليها فان. وما بعد التمام إلاالنقصان فعند ذلك أثنى على ربّه بما هو أهله، واعترف له بعظيم إحسانهوفضله. وسأل منه - وهو خير المسؤولين - أن يتوفاه، أي حين يتوفاه، علىالإسلام. وأن يلحقه بعباده الصالحين. وهكذا كما يقال في الدعاء. "اللهمأحينا مسلمين وتوفّنا مسلمين" أي حين تتوفانا.
ويحتمل أنه سأل ذلك عنداحتضاره عليه السلام، كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عند احتضاره أنيرفع روحه إلى الملأ الأعلى والرفقاء الصالحين، من النبيين والمرسلين كماقال اللهم في الرفيق الأعلى - ثلاثا - ثم قضي.
ويحتمل أن يوسف عليهالسلام سأل الوفاة على الإسلام منجزاً في صحة بدنه وسلامته، وان ذلك كانسائغاً في ملتهم وشرعتهم. كما روي عن ابن عبَّاس، أنه قال: ما تمنى نبي قطالموت قبل يوسف.
فأما في شريعتنا فقد نهى عن الدعاء بالموت إلاّ عندالفتن، كما في حديث معاذ في الدعاء الذي رواه أحمد "وإذا أردت بقوم فتنةفتوفنا إليك غير مفتونين" وفي الحديث الآخر "ابن آدم الموت خير لك منالفتنة". وقالت مريم عليها السلام: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَاوَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}وتمنى الموت علي بن أبي طالب لما تفاقمت الأمور، وعظمت الفتن واشتد القتالوكثر القيل والقال، وتمنى ذلك البُخَاريّ أبو عبد الله صاحب الصحيح لمااشتد عليه الحال، ولقي من مخالفيه الأهوال.
فأما في حال الرفاهية، فقدروى البُخَاريّ ومسلم في "صحيحه"ما من حديث أنس بن مالك قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت لضرّ نزل به، إما محسناًفلعله يزداد، وإما مسيئاً، فلعله يستعتب، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانتالحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"والمراد بالضر ها هناما يخص العبد في بدنه من مرض ونحوه لا في دينه. والظاهر أن نبي الله يوسفعليه السلام سأل ذلك إما عند احتضاره، أو إذا كان ذلك أن يكون كذلك.
وقدذكر ابن إسحاق عن أهل الكتاب: أن يعقوب أقام بديار مصر عند يوسف سبع عشرةسنة، ثم توفي عليه السلام، وكان قد أوصى إلى يوسف عليه السلام أن يدفن عندأبويه إبراهيم وإسحاق. قال السُّدِّي: فَصُبِّره وسيَّره إلى بلاد الشام،فدفنه بالمغارة عند أبيه إسحاق وجده الخليل عليهم السلام.
وعند أهلالكتاب: أن عمر يعقوب يوم دخل مصر مائة وثلاثون سنة. وعندهم انه أقام بأرضمصر سبع عشرة سنة، ومع هذا قالوا: فكان جميع عمره مائة وأربعين سنة.
هذانص كتابهم، وهو غلط إما في النسخة، أو منهم، أو قد اسقطوا الكسر، وليسبعادتهم فيما هو أكثر من هذا، فكيف يستعملون هذه الطريقة ها هنا؟.
وقدقال تعالى في كتابه العزيز: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَيَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِيقَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَوَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} يوصي بنيه بالإخلاص وهو دين الإسلام الذي بعث الله به الأنبياء عليهم السلام.
وقدذكر أهل الكتاب: أنه أوصى بنيه واحداً واحداً، وأخبرهم بما يكون من أمرهم،وبشّر يهوذا بخروج نبيّ عظيم من نسله، تطيعه الشعوب وهو عيسى بن مريموالله أعلم.
وذكروا: أنه لما مات يعقوب بكى عليه أهل مصر سبعين يوماً
وأمريوسف الأطباء فطيبوه بطيب، ومكث فيه أربعين يوماً ثم استأذن يوسف ملك مصرفي الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله، فأذن له، وخرج معه أكابر مصر وشيوخها،فلمّا وصلوا حبرون دفنوه في المغارة، التي كان اشتراها إبراهيم الخليل منعفرون بن صخر الحيثي، وعملوا له عزاء سبعة أيام.
قالوا: ثم رجعوا إلى بلادهم وعزّى اخوة يوسف يوسف في أبيهم، وترققوا له، فأكرمهم وأحسن منقلبهم، فأقاموا ببلاد مصر.
ثمحضرت يوسف عليه السلام الوفاة فأوصى أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر فيدفنعند آبائه، فحنّطوه ووضعوه في تابوت، فكان بمصر حتى أخرجه معه موسى عليهالسلام، فدفنه عند آبائه كما سيأتي. قالوا: فمات وهو ابن مائة سنة وعشرسنين.
هذا نصهم فيما رأيته وفيما حكاه ابن جرير أيضاً. وقال مبارك بنفضالة عن الحسن: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة، وغاب عن أبيهثمانين سنة، وعاش بعد ذلك ثلاثاً وعشرين سنة. ومات وهو ابن مائة سنةوعشرين سنة. وقال غيره: أوصى إلى أخيه يهوذا، صلوات الله عليه وسلامه

.

تمت بحمدالله سبحانه
أرجو الدعاء لي ولزوجتي
بظهر الغيب بالشفاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة القصص القرآنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لحلقه الثانيه من سلسلة أمراض الأمه لفضيلة الشيخ محمد حسّان بعنوان الشرك وبجوده عاليه جداً وبحجم 220 ميجا تحميل مباشر على أكثر من سيرفر
» لحلقه الثالثه من سلسلة أمراض الأمّه لفضيلة الشيخ محمد حسّان بعنوان السحر بجوده عاليه جداً وبحجم 155 ميجا تحميل مباشر على أكثر من سيرفر
» لحلقه الرابعه من سلسلة أمراض الأمّه لفضيلة الشيخ محمد حسّان بعنوان إهمال النفس وعدم تزكيتها بجوده عاليه جداً وبحجم 248 ميجا فقط !! وبتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
»  الحلقه الأولى من سلسلة أمراض الأمه لفضيلة الشيخ محمد حسان بعنوان كرامة الأمه بجوده عاليه جداً وبحجم 180 ميجا تحميل مباشر على أكثر من سيرفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي العام :: الموضوعات الاسلامية-
انتقل الى: