وما لنا لا نصبر ولا نرضى!!!

انا وجدناه صابرا

كان ايوب عليه السلام..صاحب مال وجاه وزوجات واولاد..

وكان رجلا قد رفع الله قدره فجعله نبيا..

وفى لحظة من ليل او نهار..فقد اهله وولده وماله..ولم يبق معه الا زوجة واحدة

ثم ازداد عليه البلاء ..فاصابه مرض عضال..تعجب منه قومه..

وخافوا من عدوى مرضه.. فاخرجوه من بيتهم..

فعاش فى خيمة فى الصحراء..قد هدّه المرض..وتقّرح جسده..وعظم ضرّه..

وتركه الناس فلم يقربوه..

اما مرضه فقد سئل المفسر مجاهد رحمه الله..فقيل له:

ما المرض الذى اصاب ايوب..أهو الجدرى؟

فقال:لا..بل اعظم من الجدرى..كان يخرج فى جسده كمثل ثدى المرأة..ثم ينفقىء فيخرج منه القيح والصديد الكثير..

وطالت سنين المرض بايوب عليه السلام ..وهو جبل صامد..

وفى يوم هادىء..بكت زوجته عند راسه..فسالها: ما يبكيك؟

قالت :تذكرت ما كنا فيه من عز وعيش. ثم نظرت الى حالنا اليوم. فبكيت..

فقال لها: أتذكرين العز الذى كنا فيه..كم تمتعنا فيه من السنين؟

قالت: سبعين سنة..

فقال: فكم مضى علينا فى هذا البلاء؟

قالت: سبع سنين..

فقال:فاصبرى حتى نكون فى البلاء سبعين سنة..

كما تمتعنا فى الرخاء سبعين..ثم اجزعى بعد ذلك او دعى..

ومر عليه الزمان..وهويتقلب على فراش المرض..

لكنه كان بطلا..

نعم..لو مررت به وهو مريض ولحم جسده يتساقط لرايت انك تمر بجبل صامد..لا تزعزعه الاعاصير..ولا تحركه الرياح..

لسان ذاكر..وقلب شاكر..وجسد صابر..وعين باكية..ودعوة ماضية..

لم يفرح الشيطان منه بجزع..وفى ساعة من نهار..مر قريبا منه رجلان..فلما رايا ضره ومرضه..قال احدهما لاخر:ما اظن الله ابتلى ايوب الا بمعصية لانعلمها..عندها رفع ايوب يده.

و..(نادى ربه انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين)..

فلما نظر الله اليه..نظر الى عينين باكيتين..ما نظرت الى حرام..ويدين داعيتين..ما لمست حراما..ولا امتدت الى حرام..ولسان حامد..وراس راكع ساجد..

عندها هزت دعواته ابواب السماء فقال الله تعالى:
(فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين)..

واثنى الله عليه فقال: (انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب)


وما اجمل ان ينظرالله اليك انت فى مرضك..فيراك صابرا
محتسبا فترتفع الى درجة "نعم العبد"..

وفيك بارك الرحمن اخونا الفاضل ابو نور