دمعة تائب من المعصية

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة شاب يرويها بلسانه :

أروي لكم هذه القصة بعد توبتي يا إخواني و أخواتي في الله ،
رجعت من المسجد بعد أن صليت صلاة الفجر ، كنا في رمضان و جلست أفكر كم أغنية كنت أسمعها قبل أن أترك الأغاني و ألتزم بصلاتي ؟
تذكرت أحد الأغاني و قلت لم لا أعد كم حرف في هذي الأغنية و هي من أحد الأغاني التي كنت أستمع اليها ، تقريبا 300 حرف ، قلت لنفسي يعني 300 سيئة ؛ لأن الله سبحانه و تعالى قال (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))
قلت هذه الأغنية كنت أغنيها في اليوم 5 إلى 10 مرات يعني 300 × 10 = 3000 سيئة و هذا غير الأغاني الثانية و المنوعات الخاصة التي كنت أجلس ساعات و ساعات أرتب الشريط و أرتب الأغاني و أضيف كلمات من عندي بالشريط ، يعني باليوم الواحد تقريبا 10000 سيئه يعني بالسنة 10000 ×360=3650000
سيئة ( ثلاث ملايين و ستمائة و خمسين ألف سيئة)
هنا نزلت دمعة حارقة من عيني ، احترت هل هذه الدمعه نزلت لأني تبت إلى الله ؟ أم هذه دمعة خوف ماذا كنت سأفعل لو قبض الله روحي ووقفت بين يهديه و أنا لدي فقط من الأغاني هذه الملاييين من السيئات ، هذا غير ترك الصلوات و فعل المعاصي الأخرى ، تذكرت كيف قضيت اسبوعين و أنا أقاتل نفسي و أجاهدها كأني في حرب بيني و بينها ، كيف لي أن أترك الأغاني كيف ؟ أنا و العياذ بالله من كلمة أنا الملقب بفنان العائلة ، أنا الذي كنت أغني في كل مكان و بكل وقت ليلا و نهارا ، قبل النوم
و بعد أن اقوم من النوم ، حتى في الحمام ( عزكم الله ) كنت أحب أن أغني ، كيف سأقدر على ترك الأغاني ؟
سألت نفسي ماذا استفدت بعد كل تلك السنين من الأغاني؟
هل صحيح شعرت بالراحة ؟
هل صحيح حققت شئ كبير؟
قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين)) (سورة لقمان)
أقسم بجلال الله و عظمته أني لم استفد شيئا غير تضييع الوقت ،
المشكلة الآن هي كيف سأستطيع ترك الأغاني ؟
من سيساعدني ؟ نعم ، يجب أن أذهب إليه و أكلمه ، منذ زمن لم أكلمه ، لماذا لا أطلب مساعدته و هو في كل يوم يناديني لماذا ؟
نعم ، توجهت إلى بيته تخيلوا أن أدخل بيته من دون أن أطرق الباب ، من دون هذه الرسميات توضأت و دخلت بيته إنه الله ربي
صليت الفجر و دعوت الله أن ينقذني ، و صليت الظهر و دعوته أن ينقذني ، و استمريت على هذا الحال مدة اسبوعين ، و حينما كنت بسيارتي و فيها شريط للقرآن و شريط للأغاني ، أسمع القرآن في وقت الصيام ، لكن بعد صلاة التراويح عندما أخرج من المسجد أتمشى ساعة أو ساعتين و أشغل الشريط و أستمع قليلا و بعدها أغلق مسجل السيارة ، قلت لنفسي أيعقل ذلك ؟ ألا تحس بشئ مضحك و مبكي ؟ تتحمل كل ساعات النهار و أنت صائم و تسمع الأغاني في آخر الليل ؟ أما تستحي من الله ؟
مشيت و وقفت عند أول حاوية لأن هذه الأشرطة و الفنانين و المغنين كلهم هذا هو مكانهم الفعلي ، و رميت الشريط و قلت لنفسي سنرى الآن من سيسمع الأغاني و نعرف الصادق من الكاذب ، مر الأسبوع الأول و أحسست بحرقة في قلبي كيف لي أن أترك شيء بعدما أدمنت عليه 13 سنة ، الأغاني خمر العقول و خمر الروح كيف أقدر أن أتركها ، و في مرات كنت أبكي من الألم الذي بقلبي لأنني تركتها ،و بعد مرور اسبوعين أحسست براحة ، حمدت الله سبحانه و تعالى أني تركت الاغاني ، و أني في طريق التزامي ، أما الفنانين و الفنانات فهم أعدائي الآن بعد أن كنت متخذهم قدوة لي ، قدوتي الآن هو حبيب الله محمد - صلى الله عليه و سلم - نعم هو قدوتي لا أقدم عليه أحد و هو خير البشر قال رسول الله : (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف )

رميت أشرطة الأغاني و بدأت بقراءة القرآن و الاستماع إلى المحاضرات الدينية ، و بدأت أنصح إخواني و أصدقائي بتركها ،
فرحت والدتي و إخواني بهذا التغير ، و طبعا هذا كله من فضل ربي سبحانه و تعالى .
فيا معشر الشباب و النساء رسالة من شخص غرق في الأغاني 13 سنة ، و من قال إن الأغاني تريح الأعصاب فأنا أرد عليه و أقول له (مع احترامي لك هذا كذب و انت تكذب على نفسك )
ربما الأغاني تريح ثواني أو دقايق و لكن بعدها تعيش بعذاب .
أنت يا مستمع الأغاني ألم تسمع المغني يوم يقول ( الحب عذاب )
سبحان الله يعترف بهذا الشئ و يقول الحب عذاب ، عذاب الدنيا أقل و عذاب الآخره يضاعف أضعاف مضاعفة .
لكل الشباب الذين يريدون أن يصبحوا مغنين أو يحبون استماع الأغاني أقول لهم : عن رسول الله أنه قال : (( ليكونن في هذه الأمة خسف ، وقذف ، ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف ))

هناك كلمات بالأغاني تحمل كفرا و أنتم لا تعلمون ، يا إخواني هذه بعض الأمثلة لأغانٍ كنت أحب أن أسمعها تقول : ( أنا الشاكي أنا الباكي أنا الحساس ، انا اللي بالمحبة خاضع راسي ، أنا لغير المحبة ما خضعت الراس )
و العياذ بالله خضع رأسه و نفسه للأغاني و لم يخضع لشئ آخر ، بمعنى أنه ما خضع لله في الصلاة و نحن عندما نسجد نقول (اللهم خضع لك قلبي و بصري و سمعي و فؤادي و عظمي و عصبي ) و هذا يقول أنه ما خضع رأسه لشيء آخر غير الأغاني و الحب و العياذ بالله.
و المثال الثاني ( يا بعد هالعالم و الناس يا آخر أحبابي و الأول حبك و سط عيني و على الراس يبقي و حب الغير يرحل)
يعني حب الحبيبة يبقى على العين و الراس أما باقي أنواع الحب و غيرها يرحل ، حب الله يرحل ؟! و العياذ بالله ، حب الرسول -- - صلى الله عليه و سلم - و الوالدين و أهل البيت كل هذا يرحل ؟
و آخر مثال سأكتبه لكم هو ( ما تدري اني صرت مخلوق لرضاك)
لا حول ولا قوة الا بالله يقول لحبيبته ( ما تدرين إني صرت مخلوق لرضاك ) و الله سبحانه و تعالى يقول ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا لعبدون )
و هذا يقول فقط أصبح مخلوق لرضى حبيبته !
هذه أمثلة قليلة من الكثير ففي الأغاني كفر صريح لكن لا أحد يشعر .

تخيلوا من كان يصلي و يتصدق لكنه يسمع هذه الأغاني و يرددها و هو لا يعلم و يوم القيامة تنسف حسناته و يدخل النار بسبب كلمات تافهة ، أو كلمات تحمل كفرا ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
لكل من أحب المغنين و جعلهم قدة له ، لكل فتاة جعلت الفنانين و الفنانات قدوة لها اقول لكم :غدا يوم الحساب ستحشرون معهم مع الفنانين و الفنانات و الراقصين و الراقصات و نار جهنم هي المصير .
فقد قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ( يحشر المرء مع من أحب )

و أريد من كل شخص يستمع إلى تلك التفاهات أن يحسب كم سيئة يكسب باليوم الواحد فقط من الأغاني ، و يضرب العدد بعدد الأيام التي يستمع فيها إلى الأغاني ، هذا حالكم أيها المستمعين ، أما الفنانين تخيلوا كم أغنية بأشرطتهم و كم عدد الكلمات ، بما معنى أن الفنان الواحد يكسب باليوم الواحد مليون سيئة أو أكثر على عدد المستمعين إلى أغانيه ، و هذا يعني أن الفنانين فوق ظهورهم بلاييين السيئات و العياذ بالله هذي فقط من كلمات الأغاني ،غير الاختلاط و الرقص و اللعب و ترك الصلوات .
أقسم بالله أن دقيقة واحدة بعد صلاة الفجر أذكر فيها الله ، أشعر براحة تفوق راحة 13 سنة قضيتها بين الأغاني و كلمات الشياطين من الجن و الانس .

فهل من تائب يذوق حلاة الإيمان و قراءة القران ؟